الاثنين، 12 مارس 2012

إختزال مفهوم رعاية المبدعين..برنامج(نجوم الغد) أنموذجاً

(1)
في اعتقادي أن مفهوم رعاية المبدعين في المشهد الإبداعي السوداني يتعرض لاختزال مُخلُّ يحيد به عن مقصده الأساسي، وذلك يتمثل في تشخيصه-مفهوم الرعاية-في جوانب ثانوية هي من مسؤولية المبدع نفسه كالرعاية الصحية وتوفير الأمن المادي له.وفي إغفال المتطلبات الرئيسة للمبدع كالثقافة العامة والتخصصية ، والجودة الفنية، والتعامل مع الأضواء والجمهور والإعلام والمسؤولية الإجتماعية والوطنية. كما يتمثل في التقديم والتأخير في مراحل رعاية المبدع بحيث يُقدَّم التلميع الإعلامي علي تعزيز الخلفية الفكرية والفنية والمهارية!.و يمكن ملاحظة الإختزال والتقديم والتأخير المذكورين بسهوله في عدد غير قليل من برامج ومراكز اكتشاف ورعاية المبدعين،وفي مطالب بعض الإتحادات والنقابات المهنية التي تقتصر علي توفير الامن المعيشي والصحي، وفي كتابات وتصريحات بعض النقاد الفنيين وفي الصحافة الفنية.

الاثنين، 20 فبراير 2012

نقاطُ التميُّز..سرُّ العدل الإلهي !

(1)
ذات يوم،وأنا بعمر المرحلة الثانوية، خرجت أتجول بشوارع الحي،حائراً ضائقاً بنفسي، ابحث عن جواب لسؤال واحد: لماذا ليس لدي مايميزني؟ أريد أن أفعل شيئاً،أن أكون مختلفاً ! أن اخدم بلدي، وديني، بدون أن اعرف فيما وبما ساخدمهما علي وجه التحديد،بل لا أعرف.حتي نزلت دموعي زرافات احتجاجاً علي ما أسميته فقدان الهوية لحظتها،ودعوت ربي والإحساس يفتك بي: رباه استخدمني، أرني مواطن قوتي،ونقاط تميزي، أريد أن افعل شيئاً، الناجحون بشر وأنا كذلك،وأستطيع فعل ما فعلوا، ولكن اعني علي اكتشاف نفسي..ثم عدت قافلاً إلي البيت.
(2)
ومرّت الشهور والسنون وأنا أبحث ما يميزني عبر التجريب، وهيأ الله لي أن ادخل في العمل الطوعي طوال سنيِّ الجامعة متنقلاً في أكثر من عمل،في كل مرة أقول: وجدتها وجدتها،ثم أحيد عنه إلي غيره.

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

قصتي مع الدكتور إبراهيم الفقي

(1)
"كدي نشوف الزول أبو شعر أبيض ومنفوش ده بقول شنو؟".كانت تلك أول معرفتي به،علي شاشة التلفزيون،وما هي إلا ثوانٍ إلا ووضعت الريموت جانباً،ثم انخرطت في رحلة استماع ممتعة وجديدة علي وقتها !.فقد وافق كلامه عندي حوجتين: أولاها أنني آنئذٍ كنت في مرحلة نقاش جاد مع نفسي: ماذا أريد في حياتي؟ وكيف أصل؟ وكيف أضمن استمرارية حماستي لأكون أحد روافد التغيير في بلادي؟،خصوصاً وأني مقبل تواً علي الجامعة،واخاف أن يأخذني تيار الشباب بعيداً..ورويداً رويداً،وجدت عنده بعض ضالتي،وادمنت استماعه ومتابعة أخباره،ولم أكن أدري انني علي موعد للقاءات حقيقية بالقرب منه،بعد سنوات.

الأحد، 12 فبراير 2012

ربيعُ الإسلاميين..وامتحان السُلطة

(1)
إنفتح المشهد السياسي العربي،بُعيد ربيع الثورات، علي صعود ملحوظ للإسلاميين ،يمكن وصفه بربيع الإسلاميين أيضاً،و يبدو أنه مُغاير عن أي صُعود سابق. ففي تونس حزب النهضة –ذو المرجعية الإسلامية- يفوز بالأغلبية في إنتخابات المجلس تأسيسي ، وفي ليبيا تترأس قيادة المجلس الإنتقالي،الذي حقق لها النصر،شخصيات تحسبُ علي ذات التيار،وكذلك الثوار المقاتلين.ومؤخراً مجلس المعارضة السوري،الذي بدأ الإعتراف به دولياً، ينطوي علي عضوية كبيرة ومؤثره من الإسلاميين- إن لم يكونوا هم من بادروا بتنظيمه- بإعتراف الكتل الليبرالية والعلمانية المنضمة له(تحديداً برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري).وفي اليمن هم من أكثر التيارات تنظيماً،وإنخراطاً في عمل المقاومة الشعبي اليومي،وأما في مصر،فحملات التخويف ضد الإسلاميين التي يقودها الليبراليون عبر الإعلام ، وطرائق عدة ، تنبئك بمدي خوفهم من وصول الإخوان للسلطة ، ومن تنامي قوتهم وتنظيمهم.
(2)
والسؤال هنا ، هو كيف إكتسب الإسلاميون هذه القوة التنظيمية،

مشكلات الأغنية الإسلامية العربية

(1)
مثلما تشهد الساحة الإسلامية "تطوراً" في فكرها.كانت نتائجه أن تيارها السياسي باء بأغلبية لا بأس بها،وحاز قدم السبق في إنجاح الثورات الأخيرة،وكذلك علي أغلبية الأصوات في صناديق الإقتراع(كما في كل من تونس ومصر).كذلك نري تطوراً حدث في الأغنية-أو النشيد للذين يختلفون مع التسمية- كجزء من منظومة النشاط الإسلامي،لكنه،في رأينا بطيئ قليلاً مقارنة بتطور الإسلام السياسي،وتلزمه بعض المراجعات وتلزمه بعض المشكلات ، نرجو أن نوق في التعرض لها.
وقبل أن أذكر ملاحظاتي،جدير بي أن أذكر مفهومي للأغنية الدينية،والذي أبني ملاحظاتي عليه: وهو أنها ليست مختصة بمواضيع الدين والآخرة فحسب،بل كل مواضيع الحياة أيضاً،وأنها يمكن أن تكون أداة تسلية عن النفس إضافة للوعظ،وأنها ذات رسالة وبالتالي لا نستبعد دورها السياسي والاجتماعي والإقتصادي.
(2)
أولاً: مشكلة التقليدية: وأولي الملاحظات أن الأغنية الدينية مازالت تحتفظ –نسبياً- بشكل تقليدي،رغم الإنفراج التكنلوجي،وتغير زوق الناس.مما يفقدها بعض الجمهور،خصوصاً الشباب والمراهقين،والذين يميلون للحماسة والشاعرية .في المحتوي وإلي رؤية المؤدي في زي عصري.في حين يميل صناعها إلي تقليل إستخدام المؤثرات الصوتية ، وإلي الطول والرتابة في اللحن،وربما تكرره،وفي الأداء أيضاً. وهنا ننبه المشتغلين بها إلي أن زوق الناس تغير إلي حب الأغنية الخفيفة ،وهم في عجلة من امرهم بحيث يحبذون قصرها.