الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

الإعلامي العربي..غياب الرساله وضعف التحضير

أستثني من هذا العنوان كل من يتقن مهنته الإعلاميه ويعمل لها عملها .. لكن أكبادنا تتمرغ يوميا من إعلامييين كغثاء السيل في العدد لكنهم ليسوا كذلك في النوع ,فجلهم نسخه مكرره نصبت وراء الكاميرا والمايكروفون والأقلام لجمالها أو محسوبيتها فضيعت علينا الفائده من كل من حاورته او التقته وماكتبته ولم تقدم لنا جديدا عنه او خفيا منه, ولعل ذلك وضح جليا في فترة سباق العيد الإعلامي والذي حجز ساعات طوال مع بعض رموزنا الفكريه والفنيه , لكنهم أهدروا أوقاتنا وما أنفق مقابل هذه الساعات وخسرونا نحن كمتلقين لأن المقدم أو المحاور لم يكن مستعدا للحدث , فأسئلته لم تتعدي البطاقه الشخصيه وما هو جديد من اعمال ضيفه وما هو قادم , ولربما أحيانا لم يجد سؤال يسأله مما يعني ضعف التحضير! وفي نظري أن سبب هذه الأزمه هو فقدان عاملين رئيسيين عند الإعلامي السوداني هما غياب الرساله الشخصيه وضعف الإعداد , فقد شاهدت واستمعت مراقبا لما يفوق الخمسه إعلاميين في برامج علي محطات مختلفه فلم أسمع منهم سوي نفس الأسئله والمداخلات المكرره والتي يعرف المتابع أجوبتها عن ظهر قلب فكأنما نسخت ورقة الإعداد ووزعت عليهم جميعا , أما غياب الرساله فهو أدهي وأمر لأن ذلك يعني أن يستسلم الإعلامي وكأنه كاميرا للتصوير تنقل من هنا لهناك ولاخيار لها في تحديد الضيف أو اختيار المكان والزمان ولا حتي الموضوع او إظهار لمحة من إبداعه وذلك لانه لايملك بوضوح رؤي ورسائل وقضايا شخصيه ليعرضها من خلال برنامجه وضيفه بل العكس يدع الضيف يعرض نفسه من خلاله !! ومن ناحيه أخري أيضا يخسر متابعه لأن المتلقي مثقفا كان او غير مثقف يريد من الإعلامي أن يحل محله فيسأل ويستحرج له جل مايمحاذاة إلى اليمينطمح إليه من معلومات وحقائق فيشعر المتلقي كأنما هو الذي يملي والإعلامي يستجيب, وبقدر نجاح الإعلامي في تمثيل هذا الدور يحوز علي إعجاب المتلقي , وأمدد عنواني أعلاه ليشمل شاغلي المهن الإعلاميه الأخري المقروءه والمسموعه والمرئيه , ولعل مايؤيد مقالتي أن من يعتلي عرش الإعلام العالمي والعربي اليوم هم أصحاب رسالات شخصيه في المقام الأول ويبذلون جهودا وأموالا في الإعداد لبرامجهم.ولنزكر أمثلة ابتداء من أوبرا ودكتور فيل عالميا , وزاهي وهبي و أحمد منصور ومني الشاذلي ومحمود سعد عربيا , وعمر الجزلي و الطاهر التوم سودانيا ومن مثلهم في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي.