الثلاثاء، 20 يوليو 2010

لن نصعد فجأة

ما الذي يجعل نمازج قادتنا وقدواتنا قلة لاتتجدد اليوم , وننظر لها كشخصيات ذات قدرات خارقه وهبت لها خصيصاً , وبالتالي لا يمكن تكرار أو مجاراة إنجازاتها , إنه ذاك الجهل بقوانين الصعود والتفوق للشخصيات والأمم..(فكل شيئ عندنا بالبركة سيأتي) فهيهات هيهات.

كثيرا ما أسمع شباباً يستسهلون النجاح , ويجردونه من قوانينه , فهم ينظرون لإنجازات قدواتهم وكأنها حدثت لهم  بضربة حظ , وأن مسارح التفوق جهزت لهم دون غيرهم وعليي طبق من ذهب..؟ وبالتالي هم غير محظوظون ولن يضحك لهم الزمان.

وأسمع شباباً  آخر , يبخس قدراته , ويستصعب المهمة علي نفسه , ويوجب لها قدرات خارقه ليست متوفرةعنده كما يظن , ولا طاقة له بالتجريب والمحاولة حتي..؟

فهذين النوعيين – السائدين عندنا – يجهلان قوانين الصعود والتفوق .. سألت مرة مجموعة من الشباب إن  كانوا سمعوا  بدأو بالتأثر بالمفكر فلان (الذي جاوز الخمسين من العمرالآن)  قبل عشر سنوات ؟ - وكنت أعرف عظم مكانته عندهم - فلم أجد إلا القليل .. فقلت سبحان الله وأين كان صاحبنا طوال أربعين سنه , ولماذا لم تعرفوه ؟ لقد كان يعمل ويجتهد مع أنه لم يعرف بعد , ولم تصله الأضواء كما يجب , فهو لم يستعجل الثمر , بل تعهد زرعه حتي كثر وتناوله كثير من الناس بما فيهم أنتم .

إن النبيي (صلي الله عليه وسلم) تلقي الرسالة بعد الأربعين من عمره , لكنه لم يكن ليوفق (بعد توفيق الله) لتلك الإنجازات بدون تلك الصفات التي ظلت تغرس في نفسه طوال أربعين سنة , فكانت مرحلة الإعداد أطول من مرحلة الرساله ! بل إنه الرسالة ودولة الإسلام  لم تسود إلا بعد عقود من وفاته (صلي الله عليه وسلم) وخلال هذه الرسالة سهرت عيونه , ودمي وجهه , وكسرت رباعيته مع أن الله قادر علي إتمام الأمر دون دماء أو سهر أو تعب , ودون ذاك الإعددا الطويل طوال أربعين عاماًً , وكذلك ماكانت لتتوسع دولة الإسلام بعده لو لا أولئك  الرجال والنساء  الذين أخذوا بالقوانين كما فعل القائد الأمين , من الصحابة والتابعين.

إنها قوانين الله في الأرض , وإنها أثمان الصعود والخلود .. إننا إذا عملنا إستعجلنا الثمر , وإذا وإذا لم نعمل تحججنا بعظم وإستحالة المهمه , وكأن تلك الحضارات العالية علينا اليوم صنعها أناسُ ليسوا ببشر , ومن كواكب إخري , بمواصفات أخري ! ويكأننا لم نسمع قول النبي (صلي الله عليه وسلم) :(لو تعلق قلب المؤمن بالثريا لنالها) وكأنه حديث يصلح  للآخره ولا يصلح للدنيا , فتعلق القلب بالشيئ يضاعف الحهود , ويتعب الأجساد , ويشغل العقول , إلي أن يحدث المأمول , في الدنيا والآخره.

زرياب العقلي
31/ مارس / 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق