الثلاثاء، 20 يوليو 2010

موهبة خالد بن الوليد

نشأ بطل قصتنا (خالدبن الوليد) في كنف والده الغني (جداً) مع إخوة كثيرين .. لكن ميوله لم تتجه يوماً نحو مال أبيه , بل إن حبه للقتال وفنونه وعلامات القيادة ظهرت عليه مبكراً منذ الصبا كما هو الحال في الجزيرة العربيه آنذاك.

ومباشرة أخذ بطلنا في إعداد نفسه – فهو يتطلع لأن يصبح قائداً عسكرياً -  والتدرب علي فنون القتال والقيادة , وأصبحت شغله الشاغل .. حتي أنه وردت أخبار(لا نعلم مدي صحتها) بأنه عود جسده علي مقاومة تأثير السم ..

ولم تمضي السنوات حتي نصب خالد أحد قواد جيش قريش ي (أحد) الذي يريد الإنتقام لقتل قياداته في بدر من أصحاب محمد (صلي الله عليه وسلم) , وبالتأكيد أنت تحس فرحة بطلنا الآن .. فهاهو مجهود السنين يتوج بالنجاح الآن .. وحلم الصبا يتحقق , ووجدت الموهبة طريقها نحو القياده , وأصبح من قواد قريش- غير أنه يطمح لأكثر من ها -  بل بعد لحظات سيصبح بطل قريش المدلل ومفخرة نساءها ومجالسها عندما سيخطف إنتصاراً مفاجئاً وبذكاء حاد من المسلمين بعدما كانوا مهزومين.

لكن هذه الموهبة لن تتفجر طيباتها في مجتمع تحكمه المصالح علي حساب المبادئ فلتسلم الآن يا خالد وتتحول إلي حيث يجد كل موهوب مكانه وتقديره في دولة ومدرسة محمد (صلي الله عليه وسلم).. ولعلك تحس فرحة النبي معلقاً علي خبر إسلامه :(لقد بعثت إليكم قريش بفلذات أكبادها) أوكما قال .. إذا فلتلتقي الآن الموهبة والشباب مع قيادة ومجتمع يقدران المواهب ويفسحان لها المجال , ولنرَ الإبداعات تولد.

فبعد شهور من إسلامه أنقذ خالد جيش المسلمين من هزيمة أمام الروم بعدما أستشهد القواد الثلاثة المعينين من قبل النبي(صلي الله عليه وسلم) , ثم إستعمله أبوبكر في معظم حروبه ونجح في حرب المرتدين والروم والفرس وحروب أخري كثيره ولم يخيب له ظناً .. وهكذا وجدت موهبة خالد العسكريه مجالها واصبح قائد جيوش المسلمين .. فإنها مهنته وعشقه ولا يجيد غيرها (فمثلاً لم يروي عنه الرواة إلا حديثاً واحداً عن النبي صلي الله عليه وسلم مع أنه ممن عاصره وعايشه وسمع عنه).

لكن نهاية بطلنا لم تأت كما يحب ,فطالما تمناها شهادة في الميدان .. فقد خاف الخليفة عمر علي عقيدة المسلمين بأن النصر مرتبط بخالد , لا بتوفيق من الله , فعزله من قيادة الجيش .. فسمع وأطاع كما هي شيمة العظماء , وأقام في بلاد الشام .. ومات علي سريره بسبب المرض (الطاعون) محتجاً علي هذه النهايه (إحتجاج تمني لا إحتجاج إعتراض علي قدر الله).. فقد أرادها إستشهاداً هناك في ميادين القتال .. حيث بدأ طفولته .. وتحققت أحلامه .. وتفجرت موهبته .. وأنفق عمره .. وتلذذ وتعب .. وجرحت جميع أعضاء جسده الشريف , وإني لأظن (وأحس)أن سبب مرضه الذي أماته هو اك الحزن الي أصابه لبعده عن ميدان إبداعه , فالموهوبون إذا خرجوا من بيئة إبداعهم لا يعيشون طويلاً... ولأدعك تستمع وتتأمل آخر كلامه وهو علي فراش الموت قائلاً:(شهدت مائة زحف أو زهاها ،وما بقي في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي ،فلا نامت أعين الجبناء!!)

لكنه - وبفضل الله - نال منازل الشهداء وإن كان علي سريره .. فيا الله أرسل سلامنا وإجلالنا لسيدنا خالد (رضي الله عنه) وأبلغه حبنا له , واستخدمنا وفجر مواهبنا لخدمة ديننا كما فعلت معه .. واجمعنا بالنبي وصحبه أجمعين في اعلي عليين.

هناك تعليق واحد: