الثلاثاء، 20 يوليو 2010

غني جداً .. مهم جداً

إننا مهمين جداً وأغنياء أينما كنا , ومحط الإهتمام والتقدير من الكون كله  شئنا أم أبينا , لكننا نغفل هذه الحقيقه لأجل صعوبات قليلة تواجهنا , أو تجاهل عابر ممن لايعلم عنا شيئاً , أو لكسل يصيبنا فنحترف رمي إخفاقاتنا علي شماعة الثلاثي الملعون عندنا دائماً (الزمن , الناس , الحكومه) , فليتنا نعلم كم نحن مهمين وأغنياء , وقادرون علي صنع الفارق.

إن المؤسسات والشركات تنفق علينا مئات الملايين من الدولارات لأجل الحصول علينا كمستهلكين ومستفيدين من منتجاتها وخدماتها , ووسائط الإعلام تنهك عقولها وتتعبها في تقديم مايرضينا وتكسبنا  كمشاهدين  أو مستمعين أو قراء عندها , وحتي الغرب لم يدخر جهداً ومالاً في سبيل تركيبنا وتشكيلنا كمايريد (فنحن محط الإهتمام دوماً عنده) ,

وهذه الأهمية والغني بالموارد المكنوزة في دواخلنا رسخها الله فينا مذ خلقنا ,  ولأننا ندفنها ولا نستخرجها عمداً أو كسلاً أرسل الأنبياء بالرسالات والكتب ليشعرونا بها ويدلونا علي مناجمها , فأبلغونا (كنتم خير أمة أخرجت للناس) , وأبدلوا فلسفات ك(كان غيرك أشطر) إلي (لو تعلق قلب إمرئِ بالثريا لنالها) ,  ولأهميتنا أيضاً عهد بنا الله إلي إثنين (الوالدين) يقومان بالإشراف علي نشوءنا منذ بدايات تكوننا إلي مرحلة العطاء والإنتاج وجعلها سنة ثابتتة في حياتنا إلي يو الدين , وسخر الكون لنا خادماً مطيعاً ليلاً ونهاراً , فنحن مهمين منذ خلقنا إلي يوم الدين , ومابعد يوم الدين.

لكننا يالمقابل نرخص من أنفسنا , ونعطل عطاءها للبشرية بحجج كازبه , فبعضنا يبيعها وأحلامها لأقرب مشتري , والبعض يغطي جواهرها المكنوزة بغبار السخط والتبرم من كل شيئ الذي أصبح الشغل الشاغل للكثيرين , وآخرون يدفنونها ويحصرونها في مهمات ضيقة لا تتناسب و إمكاناتها الكبيرة الموهوبة لها , وبعضنا ينكسر مع أول تيار مقاومة , وقليل من يستشعر أهميته وقيمته , أولئك الذين عرفوا وحركوا قدراتهم , فعرفهم العالم وتحرك معهم , وأولئك الذين باعوا أنفسهم لأثمن القضايا , فربحوا أكبر العائدات في الدنيا والآخره
, أولئك هم المهمون جداً ..الأغنياء جداً , بينما يصر الكثيرون علي أنهم مغمورون جداً .. فقراء جداً.
وإذا شئت فلتقرأ: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وهذا الخلق في احسن تقويم يستوجب المساءلة لمعرفة أين صرف : (أيحسب الإنسان أن يترك سدي؟) صدق الله العظيم.
زرياب العقلي
19 / 04/ 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق