الخميس، 28 أكتوبر 2010

عفواً..تم إغلاق المزاد

ذهبت أم زيد ومعها صغيرها في زيارة لقبيلة مجاوره .. لكن غارة من قبيلة معادية أخذتهما سبياً وقطعت وأفسدت زيارتهما , فصارا عبدين في لحظات ورحل الصغير وبيع في مكه .. في بداية لأاجمل سيناريو سيحدث في حياته , فاشترته إمرأةٌ كريمة غنيةً في قومها , وأهدته لزوجها الذي تحبته حباً شديداً , لعله يخفف من أعباءه ويخدمه ويعينه علي تلك المهمة التي هو مقبلٌ عليها (...)
وهكذا بدأ الصغير مهمته .. فتعلق بسيده تعلقاً شديداً (...) ورأي منه مالم يري في البشر من صفات وخصال , بل إنه أصبح من رعايا سيده بدل أن يكون من خدامه .. لكن فرحته بهذا المقام كادت أن تنتهي بعد سنوات قليله

معركة رمضان..من المنتصر؟


(1)
تخيل أن دولة تقع تحت حكمك , وأنك تريد إحكام السيطرة عليها , لتقودها إلي بر الأمان , ويستقر بك الحال , وتنعم بخاتمة
حسنةلفترة حكمك..لكن عدوين لدودين يهددان هذا الحلم , فهما دائما الهجوم عليك , يشتتانتركيزك , تنشغل بمقاومتهما مرة , واخري ينجحان في خداعك فيهزمانك .. لكن ثمة حل جذري لهذه المشكلة يكمن في أن أحد هذين العدوين يكمن داخل دولتك, وآخر خارجها ,فإن إستطعت هزيمة و ترويض من في الداخل ونجحت في ضم جيشه إلي قواتك المقاتلة..حينها ستصبح دولتك آمنة وقوية من الداخل , وسيكون ثمة عدوٌ واحد

ممنوع التصوير

هل سبق وأن كنت في تواصل مع شخص ما من غير أن تكون سبقت لك رؤيته؟ ثم مع كل مرة تتواصل فيها معه صوتياً(بالهاتف مثلاً) تقوم بوضع صورة له في مخيلتك فترسم له وجهاً وهيئة إفتراضية تستمتتع بإستدعائها كل حين؟..لكنك صدمت عندما رأيت صورة هذا الشخص حقيقة , وتقلصت تلك الصورة الجميلة التي كنت رسمتها , وفقدت كثيراً مما كنت تشعر به تجاهه من قبل؟..نعم يحدث لنا هذا جميعاً وبأشكال مختلفة..فياتري ما السبب؟؟

تـــــفـــويـــض

إلهي...

لئن أوكلتني لنفسي لأهلكنها

ولئن تركتني لحكمتي لتضللني

ولئن فوضت علي عقلي ليجهلني

فاهدني أنت الهادي..ولا تكلني لغيرك

إلهي...

روحي من نفخك ووهبك

وعقلي من فيض علمك

رونالدو وشاكيرا في التراويح

قبل أن تكبر للدخول في الصلاة للتراويح,أنظر في ظهور من أمامك..فستجد  نجوم العالم مكتوبة أسماءها ومرسومة صورها(ميسي , رونالدو,شافي..وغيرهم) , وقبل أن تكبري للدخول في التراويح أيضاً,تاملي وجوه وأكف وأجساد بنات جنسك..فستجدين آثاراً لشاكيرا وأنجلينا ومثيلاتهن..لكن بالتأكيد الذي يصلي ليسوا هم أولئك النجوم , ولسن هن , بل نجوم آخرون..

درسٌ في السوق

بكم هذا البنطال , وهذا القميص , وذاك الحذاء , وتلك الساعة .. و..و..و....هكذا بدأ (خالد) التسوق من أول متجرٍ دخله , مفتوح الشهية , ممتلئ المحفظة بالمال , مزغللة عينية من كثرة ماتري من مباهج وألوان وألبسة
أرني هذا القميص من فضلك...
جميل..ولكن أريده بلون آخر..أبيض..بيجي..أو أي لون آخر.
حسناً ..جميل هذا اللون .. ولكن هلا أعطيتني منه واحداً بكم قصير؟ فهذا كم طويل !
نعم هكذا أفضل..ولكن السعر لا يناسبني.
 هكذا يفعل خالد مع كل قطعة يريد شراءها ..

شكراً أساتذتي

(1) تعلمت منكم أن الإنتماء لوطني وأمتي هو التاج الذي سيزين اعمالي , والأيقونة التي ستفجر قدراتي , والقصيدة التي ستحبب الناس فيَُ.
(2) عرفت من مراجعة سيرتكم أن الجيوب الفارغة لم تمنع أحمداً من النجاح يوماً , مادام قائماً عليه وملحاً في طلبه.
(3)  عرفت من تجاربكم أن للحياة قوانيناً ونواميساً لايمكن كسرها , فلم أحلم بصيد سهل , ولم آيس من مطلب صعب.
(4) قرات في إنجازاتكم أن الحياة واقع , لكن الأحلام هي من تصنعه , فاتخذت أحلامي هدفاً والصب مركباً.
(5) رأيت في أخطائكم أن العناد يجلب المصائب , وأن الإلحاح يجلب المطالب.

حبٌ في التراويح

تقفين أمام المرآة
تمسحين وقاراً علي وجهك
تتزينين باللا زينة ..وبالستر 
ثم تعزف خطواتك المسرعة أنشودة الشوق
فليتني رفيقك حينها

وعند الوصول
تقفين ساعات بين حب وخوف ورجاء
تغسل قلبك الدموع وتطرب روحك

العيد..مهرجان الجوائز

كالعادة التي جرت بها سنة الدنيا , كل عمل في نهايته إحتفال وتكريم للفائزين , كما فيه ندم وحسرة من قبل المفرطين والمتفرجين والشامتين , وهذا ما سنورده هنا ونثبت إنطباقه علي شهر رمضان الفضيل....فلنبدا التعرف علي برنامج  الإحتفال.
(1)
الجزء الأول: ليلة القدر
بعد مضي أكثر من عشرين يوماُ علي بداية السباق الرمضاني , وبعد أن نال منهم التعب ,وجف منهم العظم ,وهمت أنفسهم - ولم تصرح - بالشكوي من وعورة الطريق ,وطول النهار ,وقصر الليل...عندها يبدأ مشهد التطمين والتلطيف والتهوين ويبدأ  الجزء الاول من الإحتفال وتكريم الصابرين(ليلة القدر). إحتفال ستوزع فيه الجوائز

الإشاعات..نحتاج صعقة كهرباء

إذا اردت ان تتعرف علي تماسك مجتمع - أو إختلاله - في أفكاره: فما عليك سوي أن تطلق إشاعة من النوع (الغريب ), ثم انظر ردة فعل هذا المجتمع. فإن صدقها وزاد عليها أرطالاً من الأساطير فاعلم انه مجتمع يعاني من مرض الهشاشة, وإن رفضها دونما أي تفحص ونقاش فاعلم انه مجتمع متكبر متغطرس , وإن اخضعها لعقيدته ولمعايير زمانه وعقله ثم حكم عليها فاعلم انه مجتمع متوازن صلب البناء لا تشغل نظره ذبابة طائرة

وهاهي الظواهر التي تمر بالمجتمع المسلم الآن وكيفية تعامله معها تظهر مدي الهشاشة التي أصابت عظام افكاره
فمرة يشاع أن أحدهم

جلسة خطوبة

أيتها الحسناء..سأقص عليك حكاية الغد
عند سقوط الأقنعة عن كلماتنا وأشكالنا
(1)
أنا
أعلم أن حبك لي سيخفي في عينك عيوبي
لكن تذكري
أنها ستنكشف لك عندما أخلع قناع التجمل
فافهمي كي لاتصدمي
وأعلم أنك سترسمين لقصتنا أحلاماً وأماني
لكن

قائمة الذين فرطنا في صحبتهم

الكثير من الناس يدخلون حياتنا فلانعطيه تلك المساحة التي يستحقوناه
ربما لاننا لانعلم قيمتهم في الحاضر أوحوجتنا لهم في المستقبل
أو لأان أعيننا مقفلة تلك اللحظات علي أناس بعينهم
فنضيع علي انفسنا فرصة (إشباع) من مصاحبة ومرافقة أناس نندم لاحقا علي تفويتها
لأنهم سيغادرون حياتنا ويبتعدون عنا وستنتهي فترة إقامتهم بيننا ونحن لانعلم

إصنع علامتك


في إحدي المزادات الكبيرة كانت هناك ثمة معروضات أقحمت مجازفة ولم يتوقع لها المنظمون أن تدر عليهم ربحاً , فسماعة الدكتور (ماهر) الطبية المصنوعة محلياً والقديمة, وفرشاة الفنانة (رشا) البالية, وفانلة اللاعب (زكي) التي تحمل الرقم (2) أرخص وأقل قيمة من أن تجلب مالاً.
وبعد نهاية المزاد كانت النتيجة مفاجأة حتي لمنظمي المزاد أنفسهم , فقد بيعت متعلقات (علي و غالية وزكي) غير المربحة – في ظنهم -  بأغلي من بقية المعروضات المميزة والتي دفعت فيها مبالغ ضخمة لجلبها للمزاد , مما جعل سؤالاً كبيراً يتنطع ويحلق فوق رؤوس الجميع ...

حصاد أسبوع

(1) فايروس ستاكس:

فايروس ستاكس(الامريكي الصنع ,الإسرائيلي الفكرة) يواصل إختراقه لأنظمة المفاعلات النووية الإيرانية , في محاولة لتدميرها أو تعطيلها. ليس في الخبر شيئ غريب أو جديد فهو يحمل ذات الفكرة القديمة منذ الحرب العالمية الاولي: يجب تدمير أي محاولة إمتلاك سلاح قوي في الشرق الاوسط. ولكن السؤال العكسي: مادام الموضوع -ببساطه - يحتاج مجموعة شباب خبراء في تصنيع برامج الحاسوب وإختراق الشبكات غضافة للقليل من الإمكانات, وهذين العاملين موجودين عندنا , لماذا لا نغزو المفاعلات النووية الإسرائيلية وأجهزتها الحكومية بالفايروسات ايضاً؟؟؟؟؟؟

  (2)سينما حب يوووووود:

رحلة سياحية


منذ وقعت عيناي علي أخبار التأريخ, ومنذ دخلت آذاني أنغامه,منذ ذاك الحين وأنا أتجول يومياً في شوارع ومدن تركيا وإسبانيا..أزورهما عبر صفحات الكتاب, وعبر روايات المشاهدين..حتي كدت أحفظ كثيراً من تفاصيلهما..ووضعت برنامجاً في ذهني لزيارتهما كما لو كنت أحداً من سكانهما..وكل ذلك: لأشاهد آثار المجد الأندلسي والعثماني هناك..وإليك جدول الزيارتين

عُرسُ العافية

(1)
"الله يديك العافية" هكذا يدعوا لي كل من أسدي له معروفاً أو فعلاً حسناً, لكنني اجيبه بطرافة: "العافية عرسوها" شوفلي غيرها,في إشارة إلي تلك الأسطورة التي كانت تحكي لنا ونحن أطفال عن تلك الفتاة الحسناء الخلوقة التي تسمي "العافية" , وكيف أن جميع شباب وشيوخ قريتها يطمحون في الفوز بها كزوجة لعظم حسنها وأدبها, بل كل أم تقول لولدها متمنية: الله يديك العافية. وهكذا نما في أذهاننا -منذ الطفولة- أن الفتاة المثالية يجب أن تكون "زي العافية والا بلاش" , حسنٌ وأدبٌ وأخلاق.
(2)
وما يزعجني اليوم ليس غياب قصة العافية, ولكن تلك المؤسسة الإعلامية  التي كانت تثقفنا بهكذا قصص وحكاوي(مؤسسة "الحبوبة أو الجدة), وتفرد لنا كثيراً من وقتها لأجل ذلك,وتنع من اساليبها بين القصة واللغز والشعر والفن الشعبي..وتكون النتيجة

الحُب السوداني البديل

إنني أزعم أننا (نحن السودانيون) من أكثر شعوب الإنسانية تقديراً وإحتراماً لمن نحب ونعز – وهو ظن لا يقصي الجهود الإنسانية الأخري للإحتفاء بعلاقات الود والحب –
والعجيب في هذين التقدير والإحترام الذين نكنهما لأعزائننا أنهما لا يتوجان بقبلة – لمن تجوز بينهما القبلة مثلاً , ولا بتصريح , ولا بكلماتٍ وتعبيرات معسولة .. وهذا ما يجعلني أصر علي ظني أعلاه , فنحن هكذا جبلنا مجتمعنا , لا تعرف ألسنتا البوح والتصريح ’ لكن سلوكياتنا دائماً تفوق الكلمات روعة وتصريحاً المميزه (أن نظهر حبنا وتقديرنا مع هرب من مصيدة التصريح).بل لو دخلت عليها الكلمات لأفسدتها وجردتها من نكهتها السوادنيه الخالصه

ولعلك لذلك ترانا من أقل الناس تقديما لعبارات الود والحب , و لايتجاوز قاموسنا العبارات العاديه (كل سنه وانت طيب, يديك العافيه ويهنيك ,ربنا يسعدك,مشتاقين) ولن تجد كلمات (أحبك ,حبيبي ,نور عيني , عزيزيي...) بين أخ وأخيه , أو ولد ووالد , أو زوج وزوجه , أوصاحب وصاحبه , لكنك حتماً – لو دققت – ستشاهد وتسمع أفعالاً واقوالا رائعه لايسعها ذاك الماعون الضيق لتلك الكلمات.

الخميس، 7 أكتوبر 2010

خليك طبيعي

يعتقد الكثيرين أن علي الإنسان أن يغير طبعه الاصيل الذي جبلت عليه شخصيته عندما يهتدي إلي الإسلام, أو عندما يبدا بالتدين والإلتزام الديني إذا كان مسلماً , فإن كان "في العموم"  (غضوباً عصبياً) عليه أن ينقلب تماماً ويصبح (حليماً متانياً) , وإن كان يميل إلي التفكير والسكون والهدوء, عليه ان يتحول إلي ثرثار كثير الحركة والتنقل. لكن هذا الإعتقاد خاطئ, بل إن الإسلام والقرآن يثبتان عكس ذلك تماماً,ويحفظان لنا طباعنا وصفاتنا "العامة" كما هي فيستفيدان منها في نشر الرسالة, ولا يكلفنا الإسلام فوق طاقتنا ويامرنا بتغييرها. وهذا مثبت في جميع قصص الشخصيات التي تناولها القرآن وأورد عنها مشاهد من جميع فترات حياتها, وإليك أمثلة شيقة من ذلك, نقلناها عن( سيد قطب) بتصرف قليل لتناسب كل القراء.

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

ولدي محمد الأول

م أتزوج بعد حتي أنجب محمد , ولم أتبني طفلا كذلك , ولكن هاكم قصته:
ذات يوم – ربما قبل أربع سنوات – دخلت في سرحة (قطعة من خيال) مع نفسي ومخيلتي , فاشتقت أن يكون لي ولد , وفي الحال أنجبت مخيلتي لي ولدا ,فأسميته محمد – هكذا من غير تفكير أو بحث - .
فرحت به فرحة شديده , أخذت أداعبه وأشتمه وأتعرك بجسده الطري , كان يرفسني برجليه كلما اقتربت منه (ربما كان يخبرني أنه سيجيد لعبة كرة القدم في المستقبل مثلما أفعل) , وكان يتفحصني بعينيه مليا ومرتابا , وكأنه يشك في أبويتي له وفي حقيقة وجوده (ربما شخص آخر أنجب محمد قبلي في سرحة مماثله) , وفي تلك الحال كان آخر عهدي بمحمد.

حبيبي في أنغولا 2010


كلما رأيت أو عايشت شعوبا في هذا العالم إزدادات عظمة النبي (ص) ورسالته عندي – وهما لا يحتاجان إلي تزكيتي - وفي أنغولا هذه الأيام أستشعر هذه العظمه. أحد عشر منتخبا أفريقيا (من أصل 52) يتنافسون في نهائيات أمم أفريقيا لكرة القدم , ولم تخل قائمة فريق واحد من اسم للنبي (ص) أو يدل علي وصول رسالته هناك (مامادو (محمد) , بوبكر , حبيب , يايا(يحي) , صمويل (اسماعيل) ,...) , وهذا وجود ظاهر أسرني لا شك لتوغل الإسلام في القارة السمراء وعند الأفارقه الأفارقه.
تحديات
لكن القليل من التحليل لهذه الأسماء(وإن كانت جوانب أخري ينبغي تضمينها) يظهر تحديات وربما القليل من البشارات؟!

ولد الهدي .. فالحياة فالحياة ضياء

 كعادتي عند حلول مولده (صلي الله عليه وسلم) في كل عام – وعلي غير مايفعل الناس – أحتفل بطريقتي الخاصه بأن أفتح كتب سيرته (ص) المتوفرة عندي فأراجعها وأتأمل مواقف صاحبها , فصفحة تبكيني , وصفحة تضحكني , وصفحة أستشعر فيها عظمته وصفحة تأجج شوقي – والأخيرة أشد ما ألاقي – لكن مولد هذه السنة صادفني علي سفرِ لا أحمل إلا ما أحفظ من سيرته في عقليتي , فقررت أن أحتفل بطريقة أخري بأن أقرأ سيرته في كتاب الواقع والتطبيق فأري مدي إتباع الناس لهديه (ص) .. وسأبدأ من حيث كنت هناك في دارفور.  وجدته هناك (ص) ولا يخلو ييت من إسم له , ورأيته يحتفل بمولده الصغير والكبير مجتمعين جميعاً في ساحات مختلفةِ يسترجعون ذكراه , ورأينه يتسيد خطب جميع المساجد والساحات والمجالس –  فقد كان اليوم جمعه – ورأيته يملأ مدحه أجهزة الموبايل , ورأيته بلسماً إذا اختلف اثنان كان ذكره حلاً سريعاً ناجعاً (صلي علي النبي يا أخونا .... ) ورأيته هناك في متحف علي دينار وقد احتوت كل الآثار – تقريباً –  نقوشاً و كتابات  وعلامات و ما يدل علي أن سلطنة دارفور – آنذاك – اختارت منهجه عن محبة وطبعت به جل آثارها وقلوبها .. واليوم  لا تخلو تفاصيل حياة الناس هناك من هديه و تفاصيل حياته وسلوكياته .. فهو محبوبهم الأول والجامع لهوياتهم المتنوعه, فيا من تريد الإصلاح ادخل من ها الباب رجاءً.  كان معي هناك في الطائره عندما أسمعونا وذكرونا بقراءة دعاء السفر , فقلت ياسبحان الله ! في حياتك القصيره ملكت البشرية منهجاً مفصلاً لكل تفاصيل الحياة ..!! وكان معي هناك عندما داهمتني وعكة صحيه فوجدتني أتلو كثيراً من الأدعية مما كنت تقول عند المرض (اللهم رب الناس , أهب البأس...).  وااااااااااا شوقاه  ولما انتهيت من تلك المراجعه السريعه (مراقبة سيرته التطبيقيه في حياتي وحياة الناس)  وجدته قد ملأ حياتي  جلها , بل لايستقيم عمودها إلا به .. وعندها  ألم بي الشوق بلغ بي زروته – ولعلك تحس دمعاتي تنزل الآن أيها القارئ – فنزل الدمع .. وهاجت النفس .. وثارت وتنهدت واشتاقت للقياه , بل مرافقته  وإن كان لك طمعاً لاتبلغها نفسي إلا - برحمة من الله ؛ مسحت وجهي بدمعاتي تلك علها تكون شاهداً لهذا الوجه أنه يحبه , ويشتاق رؤياه  .. فيمن الله علينا بملازمة منهجه في الدنيا , وملازمة مجلسه في الآخره...آآآآمين
  زرياب العقلي 
أمدرمان – 28/فبراير 2010  

في حاجه ناقصه؟؟

طبعا العام الجديد إبتدأ.. وهذا يعني أن العام السابق انتهي,مما يقتضي تقارير للسابق وخطط للقادم وهكذا بدأ عندي مسلسل التخطيط الذي أمارسه منذ زمان.. لكنه هذه المره أكثر أعباءا وأنواعا. لمؤسستي التي أعمل لها ولمشاريعي الخاصه ولحياتي وتجاه أسرتي و....(كتير مش كده) لكنني أعجبكم فلم أترك شيئا من أولئك إلا جردت حساب عامه السابق وخططت لعامه اللاحق علي ما لهاتين العمليتين من ضغط ذهني ونفسي وجيبي(قروش يعني) لكني كنت أحس أن هناك شيئا ما غير مضمن في تلك الخطط..بل مضمن..لأ ما مضمن..أو مضمن ولكنه ليس كما يجب ..وبدأت اتساءل كما أنتم الآن تفعلون؟ ما ذاك الشيئ وكيف أضمنه؟ وهل تضمينه يعني إلغاء بقية الخطط؟؟
]
وجدتها؟؟؟؟!!!!!!!!

وفاة الإعلامي (.....) بعد صراع طويل مع المرض.استوقفني هذا الخبر لما قرأته في تلك الصحيفه ,ترحمت علي المرحوم,أحسست بقرب شديد بيني وبينه..ربما كنت أعرفه,أو التقيته أو شيئا من ذاك ..المهم أنني لم أعرف مصدر ذاك الشعور بالقرب والترحم علي المرحوم..فسكت قليلا وعدت أسألي نفسي ذاك السؤال العالق: ما ذاك الشيئ الذي ينقص خططي تلك؟ قفزت بداخلي فجأه .. لقد وجدتها (وكأنني اكتشفت قانونا جديدا) فصلة قرابتي بالمرحوم هو ذاك المصير المشترك بيننا وهو ذات الشيئ الذي يجب أن يضمن وبشكل جيد في خططي..بل هو اولي الخطط والعمل له أولي الأعمال.. بل ستكون نية جميع أعمالي وتخطيطاتي أن تجعلي ذاك المصير آمنا.
.
زرياب العقلي
يناير2010

زرياب وعمرو موسي .. في دارفور

(1)
حلت طائرتينا في يوم واحد (14/فبراير 2010 ) , وكل له مهمة منفصله  , لكني أعتقد أني استمتعت ونجحت أكثر منه في مهمتي:  فقد كانت زيارتي الأولي , وكنت متشوقاً لتحقيقها , وكانت دماغي محشوة بالأسئلة والتوقعات.
كان أول مارأيت عند نزولي المطار أولئك الجنود ذوي القبعات الزرقاء (القوات الهجين) لامعي الأجسام وممتلئيها وكأنهم في رحلة استجمام ونقاهه (فقد سمعت أنهم معجبون بدارفور وطعامها وغذاءها الوافر) , ورأيت استعدادً أمنياً وديبلوماسياً لم أدري أهو لموسي أم هو وضع قائم ؟ .. فتركت السؤال عالقاً واستعجلت دخولي إلي المدينه لأستكشف ذاك العالم الدارفوري.
(2)
العالم هناك مسالم ومضياف إلي درجة تحس فيها الحياء , والحياة صاخبة وأسواقها رائجة شأنها شأن كبار المدن , كنت ضيفاً خفيفاً حتي دخلت الأسواق , وصادقت الناس , وشربت شاي الرزيقات , بل واشتريت مركوباً (حذاءً) من تاجرٍ أظنه سمحاً إذا باع وإذا اشتري مما ينبئ بتجذر الأخلاق والدين.
(3)
وفي هذا التجوال صحبني إخوة كرام لم أتردد في أن أضعهم في قائنة الأصدقاء رغم انه أول لقاءٍ بهم.
ولما أسدل الليل ستره نمت  نومة هنيةً – في مكان رفيع – ولم يحضرني فيها ذرة كابوسٌ بأن بعوضة تزن علي أزني , ناهيك عن صوت طلق رصاص أو صيحة مستنجدٍ.
ولما انقضت مهمتي وارتحلت راجعاً ودعتها من فوق (وأنا في الطائره) وكان منظر الأشجار والجبال المنتشرة في كل مكان آخر مشهد رأيته , وكان خير ختام.
(4)
أم صاحبي : فلا أظن أنه بات هناك , أو دخل الأسواق , أو لقي جمهور الناس .. فقد كان ضيفاً مكلفاً عجلاً ومعه ستون ديبلوماسياً عربي استنفر لهم العسكر لتأمينهم والخدمات لضيافتهم , والرموز للقائهم .. يعني بإختصار جلب لهم نموزج مصغر من المدينه  .. بينما استمتعت أنا بكامل المدينة  فأجبت عن بعض تلك الأسئلة في رأسي , واستيقنت من حقيقة ما يجري من غير تهويل أو إيجاز مخل.

زرياب العقلي
الخرطوم -  22 فبراير 2010

غداً .. سنأكل الفالوزج

ضاقت الأم ذرعا بإبنها (الذي مازال طفلاً) , وقلت حيلتها في إلحاقه بعمل , فقد كانت فقيرة وأرملة, وكانت تري فيه مخرجها للسعة.

لكن الصغير كان له ميل آخر يجعله يتسرب ويتهرب كلما ألحق بعمل , كان يحب العلم , ويعشق الجلوس طويلا بين يدي ذلك المعلم (المشهور آنذاك والآن) ويستمتع بما يقول ويحفظه.. لكن جبذة قوية من الخلف تسحبه من تلك المتعه.. جبذة من يدي أمه ترجعه مجدداً إلي العمل (ذاك الذي لا يحبه الآن).

وبعد ما بدأ يستقر للأم ماتريد .. وواظب صغيرها علي كسب العيش كصبي بين يدي أإحد الحياكين (الخياطين) .. مرت الأم بالسوق وعرجت علي محل صغيرها تريد حاجة منه , فإذا هو ليس هناك , نعم ليس هناك. فقد ألم به عشقه واسترق لحظة إلي ذاك المجلس دون علم الخياط (فقد كانت تلك عادته كل يوم) .. فانتظرته , لكنه تأخر كثيراً ؛ وفي الحال إنطلقت صاحبتنا يقودها الغضب , فلا شك أنه هناك.

وعند الباب فجرت غضبها علي المعلم وقالت:( أفسدت علي ولدي , إنك لتعلمه الخمول والبطاله) أو نحواً من ذلك.. وفي هدوء أجاب المعلم:( بل أعلمه أكل الفالوزج بدهن الفستق ؟!) فازداد غضب صاحبتنا وزادت عليه مكيالاً من سخريه ؛ فالفالوزج بعيد كل البعد عن صغيرها الذي يضيع وقته في اللا فائده (كم تظن) , ولا ينصرف إلي عمل أو تجاره ؛ فلا يطيق ثمن الفالوزج , إلا تاجر أو حاكم !! فانصرفت يائسة وتركت صغيرها وما يريد , بل تركته وجنونه - كما تظن – وخاب رجاءها.

بعد سنوات

وبعد سنوات , جيئ للخليفة (هارون الرشيد) بطعام غريب , قيل له أنه فريد ولذيذ وجلب له خصيصاً من بلاد فارس , ولأنه طعام فريد ولن يكون متاحاً علي الدوام كسائر الأطعمه .. دعا الخليفة رئيس القضاء أبو يوسف (ذاك الصغير) ليشاركه الطعام .. وحكي له قصته وأنه فالوزج بدهن الفستق , فتبسم أبو يوسف وتعجب من نبوءة معلمه (أبو حنيفه) وحكي للخليفة قصته .. وترحما عليه وأثنيا علي بصيرته النافذه.

رساله

وأقول لكل محبط ومثبط لجهودنا (نحن الشباب) ولكل مشكك في قدراتنا , ولكل من استبعدنا أو وضعنا علي الهامش في برنامج الإنتخابي , ولكل من يقدم عمالتنا علي تعليمنا, ولكل من يستعجل ثمرتنا : (غدا سنعلوا .. ونأكل الفالوزج , فاليوم علم , وغداً عمل.

ملحوظه: القصه معروفه في التأريخ الإسلامي , وقد أوردتها بتصرف.

زرياب العقلي
أمدرمان - يناير 2010

الإعلامي .. عندما تغيب الرساله , ويضعف التحضير

(1)
 أستثني من هذا العنوان كل من يتقن مهنته الإعلاميه ويعمل لها عملها .. لكن أكبادنا تتمرغ يوميا من إعلامييين كغثاء السيل في العدد لكنهم ليسوا كذلك في النوع ,فجلهم نسخه مكرره نصبت وراء الكاميرا والمايكروفون والأقلام لجمالها أو محسوبيتها فضيعت علينا الفائده من كل من حاورته او التقته وماكتبت عنه ولم تقدم لنا جديدا عنه او خفيا عنه, ولعل ذلك وضح جليا في فترة سباق العيد الإعلامي والذي حجز ساعات طوال مع بعض رموزنا الفكريه والفنيه , لكنهم أهدروا أوقاتنا وما أنفق مقابل هذه الساعات وخسرونا نحن كمتلقين لأن المقدم أو المحاور لم يكن مستعدا للحدث , فأسئلته لم تتعدي البطاقه الشخصيه وما هو جديد من اعمال ضيفهوأخباره وما هو قادم , ولربما أحيانا لم يجد سؤال يسأله فيترك الضيف يسترسل مما يعني ضعف التحضير!
(2)
       وفي نظري أن سبب هذه الأزمه هو فقدان عاملين رئيسيين عند الإعلامي :هما غياب الرساله الشخصيه وضعف الإعداد.
(3)
 فقد شاهدت واستمعت مراقبا لكثير من البرامج علي محطات مختلفه فلم أسمع منهم سوي نفس الأسئله والمداخلات المكرره  , والتي يعرف المتابع أجوبتها عن ظهر قلب فكأنما نسخت ورقة الإعداد ووزعت عليهم جميعا.
(4)
 أما غياب الرساله فهو أدهي وأمر لأن ذلك  يعني أن يستسلم الإعلامي وكأنه كاميرا للتصوير تنقل من هنا لهناك ولاخيار لها في تحديد الضيف أو اختيار المكان والزمان ولا حتي الموضوع او إظهار لمحة من إبداعه وذلك لانه لايملك بوضوح رؤي ورسائل وقضايا شخصيه ليعرضها من خلال برنامجه وضيفه بل العكس يدع الضيف يعرض نفسه من خلاله !!
 ومن ناحيه أخري أيضا يخسر متابعه لأن المتلقي  مثقفا كان او غير مثقف يريد من الإعلامي أن يحل محله فيسأل ويستخرج له جل مايطمح إليه من معلومات وحقائق فيشعر المتلقي كأنما هو الذي يملي والإعلامي يستجيب, وبقدر نجاح الإعلامي في تمثيل هذا الدور  يحوز علي إعجاب المتلقي .
(5)
      وأمدد عنواني أعلاه ليشمل شاغلي  المهن الإعلاميه الأخري المقروءه والمسموعه والمرئيه , ولعل مايؤيد مقالتي أن من يعتلي عرش الإعلام العالمي والعربي اليوم هم أصحاب رسالات شخصيه في المقام الأول ,ثم يبذلون جهودا وأموالا في الإعداد والتحضير لبرامجهم.
زرياب العقلي

حب .. ومحاولة تقبيل


إنني أزعم أننا (نحن السودانيون) من أكثر شعوب الإنسانية تقديراً وإحتراماً لمن نحب ونعز – وهو ظن لا يقصي الجهود الإنسانية الأخري للإحتفاء بعلاقات الود والحب –

 والعجيب في هذين التقدير والإحترام الذين نكنهما لأعزائننا أنهما لا يتوجان بقبلة – لمن تجوز بينهما القبلة مثلاً , ولا بتصريح , ولا بكلماتٍ وتعبيرات معسولة .. وهذا مايجعلني أصر علي ظني أعلاه , فنحن هكذا جبلنا , وربما هكذا خلقنا , لا تعرف ألسنتا البوح والتصريح ’ لكن سلوكياتنا دائماً تفوق الكلمات روعة , بل لو دخلت عليها الكلمات لأفسدتها وجردتها من نكهتها السوادنيه الخالصه المميزه (أن نظهر حبنا وتقديرنا مع هرب من مصيدة التصريح).

 ولعلك لذلك ترانا من أقل الناس تقديما لعبارات الود والحب , و لايتجاوز قاموسنا العبارات العاديه (كل سنه وانت طيب, يديك العافيه ويهنيك ,ربنا يسعدك) ولن تجد كلمات (أحبك ,حبيبي ,نور عيني , عزيزيي...) بين أخ وأخيه , أو ولد ووالد , أو زوج وزوجه , أوصاحب وصاحبه , لكنك حتماً – لو دققت – ستشاهد وتسمع أفعالاً واقوالا رائعه لايسعها ذاك الماعون الضيق لتلك الكلمات.

فتري ولداً يشقي نفسه في عمل منزلي أو إصلاح أشياء كسرت , ثم يختمها بغسل عربة والده , والبنت تشتري هدية بسيطه فتقدمها عل اسحياء وخوف من إنفجار عواطفها .. فتنهي المشهد وتهرب بسرعة محاولة الإنشغال بشي ما .. وكأنما يقولان لوالديهما (نحبكما ونقدركما وهكذا نعبر لكما).

وإذا اختلست النظر ستري زوجة وقد تفننت في توضيب منزلها , ومائدة طعام زوجها , وأوصت أبناءها:(أبوكم تعبان .. ما تزعجوهو) فلم يسمع صاحبنا عبارات حب وتقرب وتهوين لنصبه , لكنه رأي أفعالاً تفوقها جمالاً وتعبيراً.
وذات الزوجة يرد لها جميلها .. فتسمع زوجها يقول :(والله ماقصرت , ربنا يكرمك .. أفتحي الكيس ده  فيهو حاجات جبتها ليك !!) هكذا يعبر صاحبنا عن مشاعره .. وهكذا تفهم صاحبتنا أن رسالة عاطفية أرسلت لها دون استرسال في التعبير.
 
وتري صديقاً يعانق صديقه عناقاً شديداً زادت حرارته أن أحدهما عاد من سفرة طويله , فيبادله الذكريات , ويقدم له الهدايا .. ويكتشف أن صاحبه كان يتفقد أسرته في غيابه , وربما كان مستقبله الوحيد في المطار فجر ذاك اليوم وقائده حتي مكان إقامته.

وهكذا – في الغالب – في علاقاتنا والتعبير عنها , لا نجيد زلق الكلمات الحلوه من ألسنتنا لكن أفعالنا تحل بديلاً لها , وما أروعها من بديل.

لكني حاولت – قبل سنوات -  في محاولة جريئة أن (أكمل الناقصه) وأكسر القاعده وأفعل شيئاً صعباً علينا (نحن السودانيون) هينا عند آخرين , بأن أقبل أمي وأبي وأجعلها عادة سهله , ولا أكتفي بالأفعال فقط , فوجدتها من أصعب المهام في حياتي , و غلبني (الجين) الذي تربيت ووجدت مجتمعي عليه.

زرياب العقلي
أمدرمان – 7/ مارس / 2010

تقارب الإسلاميون .. جرأه ؟ أم أشواق ؟


الإسلاميون يختارون السيد حسن الترابي أميناً عاماً للحركه , الإسلاميون يشاركون في حكومة النميري (الإتحاد الإشتراكي) , الإسلاميون يشاركون في حكومة المهدي (الأحزاب) , الإسلاميون يستولون علي السلطه.

هذه الأحداث التي حدثت في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات علي التوالي من الحركه الإسلاميه – الجسم الجامع لإسلاميو السودان آنذاك– تحكي في وضوح سافر جرأتها وطموحها إلي النمو السريع , والمشاركه في الحكم , ثم الحكم. وهو طموح جعلها تتجاوز خطوطها الحمراء فشاركت في حكومة مايوية إشتراكيه وبعدها في حكومة المهدي , بل وجعلها تجاوز بنجاح تلك  الإنتقادات من التنظيم الداخلي ومن الخارج (إخوان مصر) , فقد كانت الخطة أن ينعم الإسلاميون بإجازة طويلة من عداء الحكومات تستفيد منها في توسيع قاعدتها وتتغلغل بها داخل المؤسسات وأجهزة الدوله , ثم تتربع علي عرش الدوله عن طريق الإنتخابات.

وبعد تلك التحالفات والمشاركات بأماء عده (الجبهه الإسلاميه , جبهة الميثاق ,..)  .. رأت قيادة الحركه  - وأيقنت - أنها لن تصل إلي السلطه آنذاك عبر الإنتخابات وربما كلفها ذلك إنتظاراً لسنون(سنوات) كثيره .. فكان الإنقلاب والإستيلاء علي السلطه..

لكن ذاك الجسم الجامع – تقريباً -  للإسلاميين لم يستمر موحداً بعد الحكم , وشابته إنقسامات فأصبح عندنا (الإخوان المسلمون , الحركه الإسلاميه , المؤتمر الوطني , المؤتمر الشعبي , ...) وأصبح كل له برنامجه ومراراته ومؤآخذاته علي الآخر.

واليوم , وبعد الرجوع إلي التجربه الديمقراطيه (الخامسه) وقبول الإنتخابات كمنهج للوصول إلي السلطه بمستوياتها , اليوم يجد الإسلاميون أنهم أمام تحدٍ كبير يستوجب التوحد – أو التقارب – خصوصاً مع تجمع أجسام وتحالفات قويه وذات ثقل كبير(...) فتوحد الأجسام الإسلاميه وجهودها كفيل بضمان فوزهم وإكتساح منافسيهم !!

فياتري هل مازالت موجودة تلك الجرأه التي جعلت الإسلاميين يتجاوزون الخطوط الحمراء في فترة الستينيات إلي مطلع الثمانينيات , فيتجاوزون بها مراراتهم وإختلافاتهم؟ وهل سنشهد إتحاداً قريباً فنري التنسيق والتجمع؟ أم أن ضرورة السياسه ستفرض حلولاً أخري فنشهد تنازلاً جزئياً عن المشروع الإسلامي لصالح شركاء آخرين ؟ أم أن أشواق قواعد الإسلاميين تضغط علي قياداتها فيحدث المراد؟... 
زرياب العقلي
12 / فبراير / 2010 
   أمدرمان

الشهيد (إيداهو) .. والمجرم (طنطاوي)

(1)
وفاة اللاعب إيداهو أثناء مباراة فريقه المريخ في الدوري السوداني.هذا الخبر كان كلمة السر التي حركت سجايا الوفاء والكرم , والمشاعر, والتضحيه في كثير منا وكأنها خرجت  - تلك الصفات - مجتمعة  في لحظة واحده من غير أن نترك منها مخذونا لقادم مصائب الدنيا, ففاضت المشاعر والشكوك وسجايا الكرم .. فسمعنا وقرأنا ورأينا كثيرا أنقل لكم بعضه:
(2)
أحد لاعبي الفريق المنافس هو سبب الوفاة: هكذا عبر الكثيرون دفاعا عن محبوبهم , فلابد من مؤامرة وراء فقدانه.

طفل ينتحر حزنا علي اللاعب: فلا حياة بعد ممات (الحبيب الغالي) , وأسرة الطفل – بعد أن حزنت – تبارك العملية (الوفائيه) وتعلن إبنها بطلا بمعاونة كريمة من الإعلام ! ؟


طائرة خاصة تنقل جثمان اللاعب إلي مثواه الأخير في مقاطعة بنين النيجيريه , وتشيعه بعلم النادي , والنادي يتكفل برعاية أسرة اللاعب وأطفاله.

ولم تنسي وسائط الإعلام أن تخبرنا بتلك الحادثة المماثله لوفاة لاعب أخر, والتي حدثت في بلد إفريقي في ذات الأيام , فكل شيئ يذكرنا (بالفقيد) مطلوب؟!
ولو أدرت محرك البحث في الشبكة العنكبوتيه , لرأيت وسمعت أكثر وأعجب مما أخبرتك.
فيا لله ! ياله من وفاء  , وكرم , ورقة مشاعر!!!
(3)
وبعد أيام وردنا خبر أفجع من الأول , بل لا مقارنة البته في العظم: وفاة شيخ الأزهر (طنطاوي) .. لكن حفيظة الوفاء والكرم لم تتحرك هذه المرة بذاك الحجم , ولم يفرد للخبر مثل تلك المساحات لا في المجالس ولا حتي الأذهان.. ولم يسأل أولئك عن سبب وفاته , ولم يتحدثوا عن إحتمال مؤامرة وراء الوفاة ؟ بل سمعنا من يذكرنا بأخطاءه , ويعد له ذلاته , ومن  يقول : (الله يعينو علي مساءلة القبر) , ومن يقول : (برغم مؤاخذاتي عليه ؟ لكن الله يرحمو) هكذا في تكبر وإستعلاء ! في إشارة صريحة لمساءلته وتجريمه , وكأن شيخنا – رحمه الله – كان زعيما ضد مصالح الناس.
فيا لله ! يالها من فظاظة , وغلظة , ولؤم!!!
وهكذا فشل أؤلئك في إمتحان الصدق والوفاء والكرم , وجعلوا من يساهم في رفعة ديننا ومن فاقنا علماً – وإن إختلفنا في أشياء معه – وكأنه مجرم , ووهبوا صفة الشهادة والإخلاص .. وضحوا بأبناءهم لمن لم يقدم – ولن يقدم - لنا ذرات مما قدم طنطاوي , وكأنهم يقولون : الشهيد إيداهو .. والمجرم طنطاوي , ويكأنهم لم سمعوا بفضل العالم علي العابد – إن كان صاحبنا عابداً , وشتان بين هذا وذاك - , أو لم يسمعوا بأن العلماء ورثة الأنبياء , أو ربما يعلمون ويتجاهلون ؟!

ألا رحم الله الشيخ طنطاوي أضعاف ماقدم , وغفر له أضعاف ماعجزنا عن شكره, وجزاه عنا خيراً إنه وفيٌ لعباده , غير كافر لصنيعهم.
  زرياب العقلي
   18 / مارس / 2010

أخيراً .. وقعت في فخ الجدال !؟

منذ زمان وأنا أتحاشي تلك الجدالات – محسومة النتائج - التي ترهق لساني كثيرأً , وتستنفذ ذخيرة عقلي وذكائي وما أحفظ لأبرر فكرتي , لكني هذه المرة وقعت في الفخ , ولمدة ساعتين – أو تزيد – ونحن (المتجادلون) واقفون علي أرجلنا ,فالموضوع مغري .. فانفض النقاش عن تعبٍ في الألسنه بدلاً عن الأرجل , وعاد كل بما كان يعتقد كاملاً غير منقوص.

كنت أري أن أولويات الدعوة الآن , ليست كتلك التي كانت في عهد النبي (صلي الله عليه وسلم) , بل ليست كأولويات أوآخر القرن الماضي حتي .. وأن التركيز علي قضايا كثيرة اليوم (كالتوحيد) مثلاً لا يحتاج أن توجه له كل تلك الطاقات والمجهودات الدعويه , وذلك لوجود الحد الأدني منه (ما يوجب الإسلام) عند المسلمين , فبالتالي علينا أن نصرف تلك الجهود الدعويه إلي حيث مشاكل الناس , ومعاناتهم , وحاجاتهم , فنقدم لهم بديلاً ناجحاً آمناً , ( فنرفع قدرات الشباب ونوجه طاقاتهم , ونصبر الفقراء ونعينهم , ...) فيرتد الناس إلي ديينهم مرداً جميلاً , فالدين للحياة .. وكان صاحبي يريان عكس ذلك , وأن التوحيد هو الأول والأخر , وأن الغالبيه – في بلدي - لديها خلل (أو إشراك في توحيدها) ينبغي إصلاحه (مع أنهم يشهدون أن الله واحد وأن محمداً عبده ورسوله ويصومون ويصلون ويزكون).

وكنت أري إبقاء الحريات – المتاحة – للشباب اليوم كما هي , وزيادتها , بالإضافة إلي تطوير الإعلام والخطاب – أو الخطيب – الإسلامي ليصبح منافساً مؤهلاً يفهم متطلبات عصره ومواضيعه , مع عدم إستعجال الثمر كفيل بترجيح كفة الثقافة والمبادئ الإسلاميه في الأجيال الحديثه المنفتحه علي عالم من الخيارات , فالخلل فيمن يعرض وكيف يعرض , وليس في المعروض أو كثرة تجار السلعة المنافسه ..  وكانا يريان أن تضييق خيارات الإعلام – التي تحت السيطره - وضبطها بالإضافة إلي إلزام الشارع بالإحتشام .. كفيل بذلك , وكأن المنهج الإسلامي غير قادرً علي المنافسه , أو يضعف في وجود مناهج أخري مناهضه؟ حاشا وكلا !

وكنت أري أن صاحبي لديهما نقص – أو إستبعاد – لتعدد المصادر المعرفية فهما منشغلان ببضع علماء (...) وبضع عناوين للكتب تدور في فلك واحد ولا يستسيغان قولاً مخالفاً لآخر حتي في ذات تلك العناوين التي يفضلانها .. وفي رأيي أنني هنا أستطيع تعميم هذا الرأي علي كثير من أتباع الجماعات والفرق الإسلاميه (والفكرية) عموماً في شرقنا الأوسط .. فما حوجتنا لبقية العلماء والمعارف إذاً , ولماذا يتعب العلماء والمفكرون أنفسهم ؟

إنتهت تلك المجادلة الطويله  بلا مهزوم (درون) بحيث يفترض ان تبدأ به , بسؤال عن الأحوال والأشغال والعلوم والأموال , فصاحبي صديقان عزيزان .. لكنني بدأت مجادلة أخري طويلة مع نفسيي في ذات المواضيع .. وخلاصة قولي – ولست معصوماً - أننا بحاجة لتحديد أولويات خطابنا الديني اليوم , وزيادة وتسريع قطرات التجديد , وتكسير أطواق الجمود في خطابنا الإسلامي ليخوض غمار الحياة كمنافس لا يمكن هزيمته كما عرفناه.
   زرياب العقلي
30/ مارس / 2010

لن نصعد فجأة

ما الذي يجعل نمازج قادتنا وقدواتنا قلة لاتتجدد اليوم , وننظر لها كشخصيات ذات قدرات خارقه وهبت لها خصيصاً , وبالتالي لا يمكن تكرار أو مجاراة إنجازاتها , إنه ذاك الجهل بقوانين الصعود والتفوق للشخصيات والأمم..(فكل شيئ عندنا بالبركة سيأتي) فهيهات هيهات.

كثيرا ما أسمع شباباً يستسهلون النجاح , ويجردونه من قوانينه , فهم ينظرون لإنجازات قدواتهم وكأنها حدثت لهم  بضربة حظ , وأن مسارح التفوق جهزت لهم دون غيرهم وعليي طبق من ذهب..؟ وبالتالي هم غير محظوظون ولن يضحك لهم الزمان.

وأسمع شباباً  آخر , يبخس قدراته , ويستصعب المهمة علي نفسه , ويوجب لها قدرات خارقه ليست متوفرةعنده كما يظن , ولا طاقة له بالتجريب والمحاولة حتي..؟

فهذين النوعيين – السائدين عندنا – يجهلان قوانين الصعود والتفوق .. سألت مرة مجموعة من الشباب إن  كانوا سمعوا  بدأو بالتأثر بالمفكر فلان (الذي جاوز الخمسين من العمرالآن)  قبل عشر سنوات ؟ - وكنت أعرف عظم مكانته عندهم - فلم أجد إلا القليل .. فقلت سبحان الله وأين كان صاحبنا طوال أربعين سنه , ولماذا لم تعرفوه ؟ لقد كان يعمل ويجتهد مع أنه لم يعرف بعد , ولم تصله الأضواء كما يجب , فهو لم يستعجل الثمر , بل تعهد زرعه حتي كثر وتناوله كثير من الناس بما فيهم أنتم .

إن النبيي (صلي الله عليه وسلم) تلقي الرسالة بعد الأربعين من عمره , لكنه لم يكن ليوفق (بعد توفيق الله) لتلك الإنجازات بدون تلك الصفات التي ظلت تغرس في نفسه طوال أربعين سنة , فكانت مرحلة الإعداد أطول من مرحلة الرساله ! بل إنه الرسالة ودولة الإسلام  لم تسود إلا بعد عقود من وفاته (صلي الله عليه وسلم) وخلال هذه الرسالة سهرت عيونه , ودمي وجهه , وكسرت رباعيته مع أن الله قادر علي إتمام الأمر دون دماء أو سهر أو تعب , ودون ذاك الإعددا الطويل طوال أربعين عاماًً , وكذلك ماكانت لتتوسع دولة الإسلام بعده لو لا أولئك  الرجال والنساء  الذين أخذوا بالقوانين كما فعل القائد الأمين , من الصحابة والتابعين.

إنها قوانين الله في الأرض , وإنها أثمان الصعود والخلود .. إننا إذا عملنا إستعجلنا الثمر , وإذا وإذا لم نعمل تحججنا بعظم وإستحالة المهمه , وكأن تلك الحضارات العالية علينا اليوم صنعها أناسُ ليسوا ببشر , ومن كواكب إخري , بمواصفات أخري ! ويكأننا لم نسمع قول النبي (صلي الله عليه وسلم) :(لو تعلق قلب المؤمن بالثريا لنالها) وكأنه حديث يصلح  للآخره ولا يصلح للدنيا , فتعلق القلب بالشيئ يضاعف الحهود , ويتعب الأجساد , ويشغل العقول , إلي أن يحدث المأمول , في الدنيا والآخره.

زرياب العقلي
31/ مارس / 2010

عذراً .. يا أمااااااه

أياماً , بل أعواماً طوال وأنا ملجم لا أستطيع الإفصاح , وعاجز عن الإشارة إلي محاسنك وأفضالك علي هذه النفس التي نبتت بين يديك إلي أن قاربت أن تثمر الآن!! والتي أرجو أن يكون ثمرها مما يرضيك , ولعل من أسباب عجزي تلك الطفولة التي لم تكن منتبهة لمكانتك وعظم مقدارك عندها ؟

أما وقد كبر طفلك الآن .. وشرب البلاغة من بيوتها , وتعلم سياق الحروف في أجمل أشكالها , فإنه يريد أن يكتب عنك قليلاً .. ويالها من مهمة شاقة ؟

أياماً طوال مذ جاء يومك (عيد الأم) وأنا أحاول الكتابة كي أواكب الحدث .. كل يوم أحضر أقلامي , وأوراقي وأجلس .. فأنفض عاجزاً عن كتابة شيئ , فالمقام كبير لاينطلع لقلم , ولاتحتويه كلمات.
(1)
فكيف لي أن أصف تلك المشاهد العظيمه التي كنت – ومازلت أنت بطلتها المطلقه حتي الآن .. أذكر وأنا طفل صغير – كثير الملازمة لك – وأنا ممسكٌ دوماً بطرف ثوبك أينما تذهبين.. فلاتكلين ولا تملين من تلك الملازمه , بل تشبعين رغبة صغيرك في أن يكون تابعاً لك .. فنعم القائد أنت , ونعم التابع أنا آنذاك !!
(2)
وأذكر حين توقظيني – وأنا صغير – لصلاة الصبح , تعلميني وتجبلينني علي عبادة ربي , فأصلي وأنا منتشي بتلك اليقظة الباكره ملتصقاً بجوارك – فطريق المسجد مظلمه مخيفه , والكهرباء لم تصل بعد لقريتنا الصغيره – إنها بلاشك أجمل صلوات صليتها في حياتي .. ففيها السكينة , والخشوع , والجوار الحسن!!
(3)
وأذكرعندما كان يغيب الأب طويلاً – بدواعي العمل – فتزيد المسؤوليه عليك , وتكثر مطالب اطفالك الصغار , وتلحقين بهم إذا تأخروا من مكان إلي مكان , وتدافعين عنهم في خصوماتهم ومشاكلهم , وتسهرين عليهم في مرضهم , وتسكنين جراحهم الكثيرة – خصوصاً صغيرك هذا – الذي لم يكن له هم سوي لعب الكره , وتحثينهم علي المذاكرة .. وتعجنين وتخبزين , وتغسلين وتنظفين .. وأشياء كثيرة لايطيقها ذاك الجسد الذي لم نراه يأكل إلا قليلاً !؟
(4)
وأذكر عندما إنتقلنا للعيش في المدينه .. فكنت المؤنس الوحيد , والصاحب في هذا العالم الجديد (الغريب) , الذي لم أجد فيه تلك الصحابات الطيبه , ولا البيوت المفتوحه , ولا الوجوه المرحه التي كانت في قريتي , وحتي الكرة تغيَر طعمها علي .. فازددت إنغلاقاً وخوفاً من هذا العالم, لكن صمودك أعادني إلي خوض غماره , بل والتفوق علي كثير من أهله.
(5)
خلاصة قولي (يا أماه) .. عذراً فإنني عاجز عن شكرك , ووصفك , وإني لأستعير قول شوقي في خاتمة مدحه للمصطفي (صلي الله عليه وسلم) :(أبا الزهراء قد جاوزت حدي بوصفك...) أي قد تجاوزت حدي بمحاولة وصفك , فأنت لا توصف , وكل محاولة لوصفك فاشله , وكذلك أنت يا أماه .. أطال الله عمرك !!

زرياب العقلي
26 / مارس / 2010

كنوزٌ بالداخل .. تنقيب في الخارج

منذ نشأتها لم تكن صاحبتنا كغيرها من الأطفال , فهي تكتب نثراً وشعراً وتقرأ كتباً أكبر من عمرها وجسدها النحيل , فقد كانت تحلم بالبطولة في عالم الغد , حتي أنها تقتطع من يومها لحظات لتفكر في ذلك العالم , ولترسم وتبني فصول حلمها القادم , فيوما تزيده ويماً تنقصه , ويوماً تنفخه .. فاستمر الحال هكذا لسنوات.

ولما كبرت وشبت عن الطوق .. رأت مباهج العالم وزيينته , خصوصا تلك التي عند قرناءها , فقررت أن تعيش مثلهم وتجاريهم لتحصل علي تلك السعاده التي تراها علي وجوههم .. لكن مرت سنوات دون أن تجد شيئاً , وجدت عبوساً مدسوساً وراء الوجوه , وغدراً مبطناً , ومباهج كثيره تجلب تعاسة أكبر .. فقررت الخروج من هذا العالم الي تركت له أحلامها , وأفقدها الكثير من , وهدم كثيراً مما بنت لنفسه في عالم الطفوله , فلا هي سعدت بأخ ذاك , ولا بترك هذا.

ففي بدايات القرن الماضي شاع في الناس وازدهرت تجارة الماس , وصار الطريق السريع للغني لمن يأتي بالقليل منه , وكان من بين من يحلمون بهذا الثراء شاب في العشرينيات من عمره .. فقرر البحث عن الماس عله يصيب مايريد .. لكن ليس له مال ينفق به علي نفسه ويشتري به أجهزة البحث , اللهم إلا تلك المزرعة التي يملكها والتي يحبها كثيراً .. لكن حب الماس غلب حب المزرعه , فباعها وأخذ ثمنها وخرج باحثاً عن الماس.

وبعد سنوات من البحث لم يفلح الشاب , ولم يجد إلا القليل من الماس كان يبيعه ليسد نفقات حياته .. فخسر حلمه الأكبر(الثراء) وانهار وقرر الإنتحار غرقاً .. وبعد انتحاره بلحظات أعلنت وكالات الأنباء أن أكبر قطعة ماس في العالم وجدت الليله , في أرض مزرعة بضواحي المدينه ! وأنها كانت لشاب قد باعها لرجل عجوز وذهب باحثاً عن الماس.

هكذا لو تعلم صاحبتنا – ونعلم نحن جميعاً – أن الكنوز التي بداخلنا , والقدرات والإمكانات كبيرة جداً , فقط علينا إخراجها وعدم التنقيب خارجاً , لنصنع سعادتنا بالكنوز التي وهبت لنا , حتي ولو كلفنا ذلك إنتظاراً طويلاً.
زرياب العقلي – 8 / مارس 2010

الكتابة .. داااء ودواء

لست أعلم بالتحديد متي أصابني هذا الداء (الحُلوُ المُر) ؟, وأين عثر علي ؟ وفي أي عمر ظهر علي ؟ وهل هو مخبوء في جيناتي منذ الأزل ؟ أم أنني قد ورثته ؟ أم أنها موهبة من الله لحكمة يعلمها ؟ فرغم محاولات مقاومتي له (وتجاهله وهجرانه) منذ بواكير الصبا .. إلا أنني لم أتوقف عن التعاطي معه أبداً.

ففي ذاكرتي – عندما أتوقف عن الكتابه - أكتب عشرات الأحاديث والرسائل والمقالات والروايات وأحكمها وأراجعها فتصبح معدة لتري النور. إنها رغبة شديده تداهمني في الكثير من الأماكن والأزمان والمواقف بلا إذن أو طقطقه ؟ فتوقظني وتسهرني ليالٍ كثيرة , وتفوت علي محطة منزلنا كثيراً (عندما تداهمني في الطريق إليه ) , وتصق بي تهمة السرَحَان دوماً – فأنا كثير الإنشغال بها – وتفرض علي مرافقين دائمين ( الورق والأقلام وأحياناً الكمبيوتر) يراقبونني فيسجلون الكثير من حركاتي وسكناتي .. والكثير من المتاعب والمواقف الأخري.

لكنه داء حميد – إذا آتاك الله معه هداية وتوفيقاً – تضع به يدك علي حاجات الناس فتحاول تلبيتها , وعلي عيوبهم وثغراتهم فتحاول تنبيههم لتجاوزها وسدها , وتكون متحدثاً بإسمهم إلي من لا يستطيعون التحدث والوصول إليه , وتحمل به قضاياهم(وقضاياك) إلي أماكن وبلدان لم تكن لتبلغها إلا بشق الأنفس , وتدخل به نفوس الناس وقلوبها فتغرس فيهم الأمل وتحثهم علي العمل ..

إنه داء يصنع من ذاته علاجاً لصاحبه , فيعالج النفس وينبهها ويفضفض عنها حين تمتلئ غيظاً وحين تسكرها الفرحه وحين تكون هائمة بين الحالتين , ويعبر عن قضاياها , ويبلغ رسائلها إلي الناس ..إنه داء يحول الدم إلي حبر فيغذي القلم , فينطق المكتوب بمثلما كان يجري في الدم ويبلغ عنه خيرما تبليغ.
إنه داء يوجب حمد الله والثناء عليه , ويوجب الإلتزام بقضايا الناس وبني الجلدة , ويوجب تحري الحق وإلتزامه وإن كانت مرارته لازعة , ويفرض علي صاحبه أثماناً صعبة إن لم يدفعها فقد كفر النعمة وخفر الموهبه.

إنني أسأل الله واهبي هذه النعمه ألا أنفقها إلا فيما يرضيه , ولا أحابي بها أحداً , وأن يلزمني الحق فيها مادمت , وأن يجعلها عملاً صالحاً ممتداً , وأن يجعل أثرها أكبر من جهودنا القليله وأطول من أعمارنا القصيره.
زرياب العقلي
9 / أبريل / 2010

غني جداً .. مهم جداً

إننا مهمين جداً وأغنياء أينما كنا , ومحط الإهتمام والتقدير من الكون كله  شئنا أم أبينا , لكننا نغفل هذه الحقيقه لأجل صعوبات قليلة تواجهنا , أو تجاهل عابر ممن لايعلم عنا شيئاً , أو لكسل يصيبنا فنحترف رمي إخفاقاتنا علي شماعة الثلاثي الملعون عندنا دائماً (الزمن , الناس , الحكومه) , فليتنا نعلم كم نحن مهمين وأغنياء , وقادرون علي صنع الفارق.

إن المؤسسات والشركات تنفق علينا مئات الملايين من الدولارات لأجل الحصول علينا كمستهلكين ومستفيدين من منتجاتها وخدماتها , ووسائط الإعلام تنهك عقولها وتتعبها في تقديم مايرضينا وتكسبنا  كمشاهدين  أو مستمعين أو قراء عندها , وحتي الغرب لم يدخر جهداً ومالاً في سبيل تركيبنا وتشكيلنا كمايريد (فنحن محط الإهتمام دوماً عنده) ,

وهذه الأهمية والغني بالموارد المكنوزة في دواخلنا رسخها الله فينا مذ خلقنا ,  ولأننا ندفنها ولا نستخرجها عمداً أو كسلاً أرسل الأنبياء بالرسالات والكتب ليشعرونا بها ويدلونا علي مناجمها , فأبلغونا (كنتم خير أمة أخرجت للناس) , وأبدلوا فلسفات ك(كان غيرك أشطر) إلي (لو تعلق قلب إمرئِ بالثريا لنالها) ,  ولأهميتنا أيضاً عهد بنا الله إلي إثنين (الوالدين) يقومان بالإشراف علي نشوءنا منذ بدايات تكوننا إلي مرحلة العطاء والإنتاج وجعلها سنة ثابتتة في حياتنا إلي يو الدين , وسخر الكون لنا خادماً مطيعاً ليلاً ونهاراً , فنحن مهمين منذ خلقنا إلي يوم الدين , ومابعد يوم الدين.

لكننا يالمقابل نرخص من أنفسنا , ونعطل عطاءها للبشرية بحجج كازبه , فبعضنا يبيعها وأحلامها لأقرب مشتري , والبعض يغطي جواهرها المكنوزة بغبار السخط والتبرم من كل شيئ الذي أصبح الشغل الشاغل للكثيرين , وآخرون يدفنونها ويحصرونها في مهمات ضيقة لا تتناسب و إمكاناتها الكبيرة الموهوبة لها , وبعضنا ينكسر مع أول تيار مقاومة , وقليل من يستشعر أهميته وقيمته , أولئك الذين عرفوا وحركوا قدراتهم , فعرفهم العالم وتحرك معهم , وأولئك الذين باعوا أنفسهم لأثمن القضايا , فربحوا أكبر العائدات في الدنيا والآخره
, أولئك هم المهمون جداً ..الأغنياء جداً , بينما يصر الكثيرون علي أنهم مغمورون جداً .. فقراء جداً.
وإذا شئت فلتقرأ: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وهذا الخلق في احسن تقويم يستوجب المساءلة لمعرفة أين صرف : (أيحسب الإنسان أن يترك سدي؟) صدق الله العظيم.
زرياب العقلي
19 / 04/ 2010

موهبة خالد بن الوليد

نشأ بطل قصتنا (خالدبن الوليد) في كنف والده الغني (جداً) مع إخوة كثيرين .. لكن ميوله لم تتجه يوماً نحو مال أبيه , بل إن حبه للقتال وفنونه وعلامات القيادة ظهرت عليه مبكراً منذ الصبا كما هو الحال في الجزيرة العربيه آنذاك.

ومباشرة أخذ بطلنا في إعداد نفسه – فهو يتطلع لأن يصبح قائداً عسكرياً -  والتدرب علي فنون القتال والقيادة , وأصبحت شغله الشاغل .. حتي أنه وردت أخبار(لا نعلم مدي صحتها) بأنه عود جسده علي مقاومة تأثير السم ..

ولم تمضي السنوات حتي نصب خالد أحد قواد جيش قريش ي (أحد) الذي يريد الإنتقام لقتل قياداته في بدر من أصحاب محمد (صلي الله عليه وسلم) , وبالتأكيد أنت تحس فرحة بطلنا الآن .. فهاهو مجهود السنين يتوج بالنجاح الآن .. وحلم الصبا يتحقق , ووجدت الموهبة طريقها نحو القياده , وأصبح من قواد قريش- غير أنه يطمح لأكثر من ها -  بل بعد لحظات سيصبح بطل قريش المدلل ومفخرة نساءها ومجالسها عندما سيخطف إنتصاراً مفاجئاً وبذكاء حاد من المسلمين بعدما كانوا مهزومين.

لكن هذه الموهبة لن تتفجر طيباتها في مجتمع تحكمه المصالح علي حساب المبادئ فلتسلم الآن يا خالد وتتحول إلي حيث يجد كل موهوب مكانه وتقديره في دولة ومدرسة محمد (صلي الله عليه وسلم).. ولعلك تحس فرحة النبي معلقاً علي خبر إسلامه :(لقد بعثت إليكم قريش بفلذات أكبادها) أوكما قال .. إذا فلتلتقي الآن الموهبة والشباب مع قيادة ومجتمع يقدران المواهب ويفسحان لها المجال , ولنرَ الإبداعات تولد.

فبعد شهور من إسلامه أنقذ خالد جيش المسلمين من هزيمة أمام الروم بعدما أستشهد القواد الثلاثة المعينين من قبل النبي(صلي الله عليه وسلم) , ثم إستعمله أبوبكر في معظم حروبه ونجح في حرب المرتدين والروم والفرس وحروب أخري كثيره ولم يخيب له ظناً .. وهكذا وجدت موهبة خالد العسكريه مجالها واصبح قائد جيوش المسلمين .. فإنها مهنته وعشقه ولا يجيد غيرها (فمثلاً لم يروي عنه الرواة إلا حديثاً واحداً عن النبي صلي الله عليه وسلم مع أنه ممن عاصره وعايشه وسمع عنه).

لكن نهاية بطلنا لم تأت كما يحب ,فطالما تمناها شهادة في الميدان .. فقد خاف الخليفة عمر علي عقيدة المسلمين بأن النصر مرتبط بخالد , لا بتوفيق من الله , فعزله من قيادة الجيش .. فسمع وأطاع كما هي شيمة العظماء , وأقام في بلاد الشام .. ومات علي سريره بسبب المرض (الطاعون) محتجاً علي هذه النهايه (إحتجاج تمني لا إحتجاج إعتراض علي قدر الله).. فقد أرادها إستشهاداً هناك في ميادين القتال .. حيث بدأ طفولته .. وتحققت أحلامه .. وتفجرت موهبته .. وأنفق عمره .. وتلذذ وتعب .. وجرحت جميع أعضاء جسده الشريف , وإني لأظن (وأحس)أن سبب مرضه الذي أماته هو اك الحزن الي أصابه لبعده عن ميدان إبداعه , فالموهوبون إذا خرجوا من بيئة إبداعهم لا يعيشون طويلاً... ولأدعك تستمع وتتأمل آخر كلامه وهو علي فراش الموت قائلاً:(شهدت مائة زحف أو زهاها ،وما بقي في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي ،فلا نامت أعين الجبناء!!)

لكنه - وبفضل الله - نال منازل الشهداء وإن كان علي سريره .. فيا الله أرسل سلامنا وإجلالنا لسيدنا خالد (رضي الله عنه) وأبلغه حبنا له , واستخدمنا وفجر مواهبنا لخدمة ديننا كما فعلت معه .. واجمعنا بالنبي وصحبه أجمعين في اعلي عليين.

الصلاة .. قصة حب

(جعلت قرة عيني في الصلاة) هكذا وصف الحبيب (صلي الله عليه وسلم) درجة حبه للصلاة , ومدي تعلقه بها.. ولكن ماسر هذا التعلق والحب الشديدين عند النبي ؟ فلنستعرض معاً بعض المشاهد تفسر لنا هذا الحب.

النبي (صلي الله عليه وسلم) محزون الآن ,و عائد من رحلة شاقه إلي الطائف , حيث رمي بالحجارة , ودميت قدماه , ولم تنجح أمنيته وخطته في أن تكون الطائف مقراً لدولته القادمه , بل مما زاد هذا الحزن فقده لزوجه (خديجه) سنده ومخزن سره , وعمه( ابوطالب) الذي كان يخفف عنه .. فالمنظر الآن محزن مملوء بالهم , ولا بد من دواء سريع يستأنس به النبي – بل يورثه لأمته – فما عساه يكون؟؟

إنها الصلاة ! فعن قريب ستصبح فريضة علي كل المسلمين , حتي تكون جلاء لهمومهم , وهوناً لهم علي نكدات الدنيا , وأعباء الرساله , ولقاء مع الله يشكون فيه إلي ربهم ويطلبون منه حاجاتهم .. ولذلك ستفرض هناك  في رحلة المعراج , فأقرب طريق إلي الله , سيفرض قريب من الله (في السماوات العلي) إيحاء بقرب من سيصلي وإن كان في أدني الأرض .. ولعلك تحس فرحة النبي بالصلاة وهو نازل بها من هناك .. فقد إنكشف الهم , وزالت الغمة عن النبي , بل عن أمته جميعاً.

هكذا هي قصة رسول الله مع الصلاة : لقاء مضروب لكشف الكروب .. ولعلك تسمعه الآن وهو يقول لبلال (رضي الله عنه) :(أرحنا بها يابلال) .. فهو حريص عليها وحريص علي أن يتركها خالدة مخلدة عند أمته حتي قبل دقائق من موته.. وسأتركك مع بعض ما سطره (البوطي) في سيرته عن حرصه (صلي الله عليه وسلم) وهو في آخر لحظات عمره علي أن يطمئن علينا ونحن نصلي.

بينما كان الناس مصطفين لصلاة الفجر يوم الإثنين إذا بالستر(ستاره) المضروب علي حجرة عائشة رضي الله عنها قد كشف , وبرز رسول الله من وراءه , فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة , ثم تبسم يضحك..ثم دخل الحجرة وأرخي الستر. لقد كان تفكيره إذن منصرفاً تلك الساعة إلي أمته , وإلي ماسيكون عليه حالهم من بعده , لقد أراد (بأبي هو وأمي) وهو يمر بآخر دقائق عمره أن يتزود من أصحابه بآخر نظرة , فأراه الله منهم ما طابت به نفسه وقرت له عينه , حتي غلب ذلك المشهد آلام الموت السارية في جسده فغلبها .. ولكنهم ما عرفوا إلا أخيراً أنه إنما وقف ينظر إليهم تلك النظرة لينقلب بها إلي سكرة الموت , وهي آخر لوحة تسجل في ذهنه لمشهد أصحابه , بل وأمته كلها , كي تكون هي العهد الباقي بينهم وبين الله عز وجل , ولتكون الهمزة الواصلة بين لحظة الوداع لأمته في الدنيا ولحظة الإستقبال لها في الآخرة علي الحوض الموعود , فيا أخي المسلم : العهد العهد الذي فارقت عليه رسول الله وهو راضٍ يتبسم.
زرياب العقلي
10 مايو 2010

من أقوالي المأثوره

أنا لست مشهوراً,لكني أدعي أن للشباب حكمة كما للشيبة ,كما أنني موقن بضرورة إتاحة قريحة السخريه الساكنة بداخلي تخرج من حين لآخر , فالسخرية أحياناً تصنع لنا من الليمون المر عصيراً حلواً نشربه .. وأقر أيضاً أن (أحدهم) سبقني علي فكرة الأقوال المأثورة هذه , بل جعلها كتاباً كاملاً .. لكنني اكتفي بهذا القدر القليل ربما يكون نواة لكتاب أيضاً في قادم الايام .. تفضلوا لتناول كوب من السخريه

(1)
- إذا تعرفت إلي مشهور خارج نطاق شهرته , فكن مستعداً للصدمه !
- ثلاثة أرباع مانبخل به علي المحتاجين ,نرميه في بطوننا حيث لا ينمو !
- النساء بخيلات إلا في الغيره.
(2)
    - إذا أردت أن ينجز عملك, فكلف به شخصاً مشغولاً.

-    إذا أردت أن تنجز.. فنم النهار وأعمل بالليل حيث لا زحمة مرور ولا مواعيد ولا زيارات.
- رب همم تحيي أمم , ورب همم لم تحيي رمم !
(3)
- إجلس إلي كل المنابر .. فلن تجد خطيباً يرضيك إلا نفسك
- مثقفينا  يقرأون , ثم يقرأون , ثم يقرأون .. ثم يخرصون , ثم يموتون.
- يدعو دعاة تحرير المرأة عندنا إلي أن: تحب حواء صديقها في الجامعه , وتكره زوجها في المنزل.
- التعليم في الصغر كالنقش في الحجر , إذا كان الذي ينقش نقاشاً وليس حفاراً
- لن تبلغ المجد حتي  تبصق في وجه مديريك , ثم تعمل لحساب نفسك فقط لا غير.
(4)
- أعلن خطوبتك الآن .. ومباشرة ستعلن الصحافة أنك تزوجت وطلقت !
- تملك فقط زوجه وأولاد , وبيت  وسياره .. أنت من فقراء القرن الواحد والعشرين
- من علامات نجاح الزوجين الحديثين , أن ينجحا في مخالفة أهليهما في مراسم الزواج.
- الآباء يمنعون أبناءهم من مصادقة السيئين .. في حين لايفعلون هم ذلك؟
(5)
- ماحك جلدك مثل مالك.
- سنصلح راتبك قريباً إذا إجتهدت .هذه أكذب جملة في التأريخ(حسب موسوعة زرياب) فإياك أن تحلم بالوظيفه.
- أفضل من يمسك بمقود حياتك هو أنت .. فإياك والإستعانة بالسائقين أياً كانوا.
- لن تبلغ المجد حتي  تبصق في وجه مديريك , ثم تعمل لحساب نفسك فقط لا غير.
(6)
- تملك فقط زوجه وأولاد , وبيت  وسياره .. أنت من فقراء القرن الواحد والعشرين.
- نهر النيل يهرب من دول حوض النيل ويطلب حق اللجوء السياسي في إسرائل.
- لا تلدغ شعوب العالم الثالث من صناديق الاقتراع  إلا (4) سنوات  فما فوق.
- الولايات المتحده السودانيه تحتفل بإزالة آخر إشارة مرور .. من أخبار القرن الثاني والعشرين.
(7)
- كلهم يدعون حبهم لك , وأكثرهم كاذبون , وأنا منهم يارسول الله (صلي الله عليه وسلم)
زرياب العقلي
28 مايو 2010

الولايات السودانيه المتحده تحصد الجوائز

إستحوذت الولايات المتحده السودانيه علي معظم الجوائز والميداليات الذهبيه والفضيه والبرونزيه في دورة الالعاب الاولمبيه ال(56) لعام 2025 التي أقيمت بالخرطوم.
وقد فسر محللون رياضيون سبب فوز الولايات المتحده السودانيه بإمتلاكها اكبر تنوع بشري موجود في العالم مما سهل من مهتمتها.

وقد كانت الجوائز والميداليات التي حاز عليها كالآتي:

 (25) ميداليه زهبيه وبرونزيه في سباقات الجري , والتي كانت من نصيب أبناء الولايات الجنوبيه  أصحاب النفس الطويل وقوة التحمل.

(13) ميداليه ذهبيه في العاب الخفه  , والذي كان من نصيب رياضيي الولايات الشرقيه الذين يمتازون بالخفة والرشاقه.

(109)ميداليات برونزيه في االعاب القوي كانت من نصيب رياضيي ولايات غرب السودانالمشهورين بالقوة الجسمانية والشجاعه.

(6) ميداليات في كرة القدم والألعاب الأخري , والتي كانت من نصيب أبناء الوسط والولايات الشماليه.

 

حبٌ مختلف

حبيبي....
كل قصة حب تحتمل الربح والخسارة
إلا حبك
يعود بالربح دوماً
والمرء مع من احب في رسالتك

حبيبي....
تقارب العشاق يصيبهم بالفتور وبالملل
إلا أنت
كلما إقتربنا منك إشتعلت جذوة الشوق

حبيبي....
الحب يضعف الناس..وينزع إرادتهم
إلا حبك , يقويهم
فيملكون أنفسهم ويسودون علي الناس

حبيبي....
الحب يدفع القلوب للجنون
إلا حبك
يجعل القلب اعقل المخلوقات

حبيبي....
الأعداء يبغضون أعداءهم علي الاطلاق
إلا اعداءك
يضمرون في أنفسهم ودك وتقديرك

حبيبي....
كلنا نزعم حبك..وكلنا لم نظفر به
إلا من إتبعك
فمن علامات حبك الملازمة والإتباع
صلي الله عليك وسلم

وداعاً (مانديلا)

أستاذي مانديلا  رأيتك (بالأمس) تصارع الدهر والفناء , تكاد تكون مشلول الجسد,شارد الذهن,مشتت البال,أصابك الدهر بالكبر فكان الوحيد هو المنتصر عليك- وكانه يفتخر بذلك- فقد أضعف جسدك المناضل وأطفأ جذوة حماسك..رأيتك لاتقدر علي التلويح للناس بيدك فتساعدك(زوجتك) .  فيا معلمي:  كم حزنت لمنظر ضعفك-مع انها سنة الحياة- وكاني رأيت المقاومة تموت ببطئ في جسدك الذي تآمرت عليه السجون والسنون..صفق لك الجميع من عرب وعجم وأفارقة,مع أنك لم تناضل إلا في إفريقيا وتحديداً في بلدك..لكن هيهات أن يصبح للنضال وطن أو قارة! وإلا لما عرفناك وماسمعنا بك.  أستاذي:  رأيتك تحاول أن تملأ ناظريك من وجوهنا ثم ابتسمت لنا, ثم خرجت..فعلمت أنه وداع المفارق.ولكن سأسألك قبل ان تغادرنا فهلا أجبت: تري هل وضعت في رحم إفريقيا-وأوطاننا- أبناء  ينضالون هذا الإستعمار الجديد ويفعلون فعلك؟ وإن إختلفت أشكاله ووسائله؟ وإني لأظنك فعلت وفعلت وفعلت. وداعاً مانديلا .. مرحباً أبناء مانديلا  

أرباح كأس العالم

كنت نويت كتابة هذة المقالة تحت عنوان(خسائر كاس العالم) إلا أنني لما بدأت البحث وجدت(الارباح) أولي بالتنقيب والنشر ,فليس حدث في الدنيا إلا ويحمل في ثناياه عبراً وفوائداً للمعتبرين..كما انني سأورد امثلة ربما نختلف علي حقيقتها كلياً أو جزئياً - لا أريدها أن تقودنا إلي نقاش متعصب - إلا انها لا تتعدي كونها وسيلة لإيصال المعني المراد لاغير..فلنبدا حساب الفوائد.  الفائدة الأولي: مجرد الاحلام لاتكفي: فكل الناس يحلمون, إلا أن القليل منهم يفعلون شيئاً تجاه احلامهم ثم يصلون, فقد حلم (150) منتخباً هم أعضاء الفيفا بالتواجد في نهائيات الكأس العالميه , لكن (32) فقط نجحوا في ذلك وأتبعوا أحلامهم خططاً مرتبة وعملاً متواصلاً وفاضوا عليها من إمكانياتهم فتطابق الحلم والعمل.  الفائدة الثانيه: الثروة لا تنمو من غير مستثمر ماهر: فإمكانيات كل واحد منا  كبشر كبيرة وضخمة جداً, إلا أنها لن تنمو وتثمر من غير تنقيب منا وقيادة فاعلة..فهاهي (البرازيل وإيطاليا) المرصعتين بالنجوم تسقطان عند اول إختبارات (جدية) ولم تجدي قدرات اللاعبين الكبيرة بسبب غياب الإستثمار الجيد من قبل المدربين..فتجمدت الثروة إن لم تكن نقصت.  الفائدة الثالثه: الحياة لا تتجزأ: إذا كنت فاشلاً في مجتمعك ,ومع أسرتك وفاشلاً في السيطرة علي نفسك..فلا نتوقع منك إنجازاً كبيراً في عملك.فالحياة لا تتجزأ, والإستقامة صفة الفاتحين..فهاهو مارادونا - غير المتوازن في حياته - سقط سقوطاً كبيراً أمام أول خصم(مدرب) متوازن مستقيم خبير.  الفائدة الرابعة: الثمرة تحتاج زمناً للنضوج: تريد ان تنجز أكثر؟ جربت وفشلت؟ تتساءل لماذا لم أنجح هذه المرة؟ إنها سنة الحياة ان تجرب وتفشل وتقف وتسقط حتي تستقيم عودك..فلا تستعجل ثمرة نفسك - مادمت تعمل في تواصل - وليست تجربة المنتخب (الالماني) الأصغر اعمارص في المونديال والذي أبهر المراقبين بقوة أدائه وكان قاب قوسين او ادني من الكاس ’ماهو منك ببعيد فقد إستغرق بناءه أكثر من(4) سنوات من العمل الجاد والمتواصل تلقي فيها الهزائم والنكبات حتي كاد ينجح..إلا أنه يحتاج لقليل من الزمن حتي يقطف ثمرة جهده, وربما تكون الكأس القادة من نصيبه.  الفائدة الخامسه:الظلم ظلمات: في سبيل تحقيق اهدافك, إياك وظلم الناس ,واسأل الله أن يجنبك إياه ولو علي سبيل الخطأ غير المقصود , فالظلم يسود الدنيا في اعين الناس وينمي روح الإنتقام والعداوات..ولعلك احسست ذلك عند تلك القرارات الخاطئة من الحكام , والتي حرمت أكثر من منتخب من فرصة التقدم..فرغم أن الحكام لا يقصدونها إلا ان هناك من تجرعوا كاس الظلم ذو المذاق المر.   الفائدة السادسة:لا تغضب: إنها وصية الرسول الكريم(صلي الله عليه وسلم) فالغضب يلغي الكثير من جهودك ,ويوقف سير آمالك , ويغير خط سير قطار أمنياتك..فذات الغضب وسرعة الإنفعال تسبب في خسارة (الجزائر) في آخر اللحظات في مباراتين (من اصل ثلاثه) مع انه كان الاقرب للفوز.  الفائدة السابعه:عليك بالقليل الدائم:  فالقليل الدائم من العطاء أكثر من الكثير المتقطع , وما تكوين الماء إلا من قطرات ,وذو الجهد المتواصل سيفوز علي المتقطع الكثير,فالمنتخب الإسباني (بطل العالم) أحرز الكأس كلها ب(8) اهداف فقط,في حين أحرز المنتخب الالماني(الذي خرج من مربع الذهب) هذه الثمانية أهداف , بل اكثر منها في(3) مباريات فقط. إلا ان كثير المانيا إنقطع وقليل إسبانيا إتصل.  والحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو احق الناس بها زرياب العقلي 13 يوليو 2010

ممنوع التصوير

هل سبق وأن كنت في تواصل مع شخص ما من غير أن تكون سبقت لك رؤيته؟ ثم مع كل مرة تتواصل فيها معه صوتياً(بالهاتف مثلاً) تقوم بوضع صورة له في مخيلتك فترسم له وجهاً وهيئة إفتراضية تستمتتع بإستدعائها كل حين؟..لكنك صدمت عندما رأيت صورة هذا الشخص حقيقة , وتقلصت تلك الصورة الجميلة التي كنت رسمتها , وفقدت كثيراً مما كنت تشعر به تجاهه من قبل؟..نعم يحدث لنا هذا جميعاً وبأشكال مختلفة..فياتري ما السبب؟؟
(1)
إنها الكاميرا وظاهرة (التجسيد المادي) التي غزت حياتنا فزاحمت المخيلة وعززت من دور (العينين) علي حساب الاذنين والمشاعر) , فكل الاشياء تاخذ كامل هياتها ويكتمل شعورنا تجاهها فقط عندما نراها مخيلتنا ونستشعرها بحسنا وليس  عندما نراها ماثلة للعيان بالبصر فقط. وساعطيك مثالاً علي ذلك:(عندما كنت صغيراً اعيش في الريف كان مصدر معرفتنا الرئيس هو الراديو , وكنت استمع من خلاله للشعراء والفنانين يتحدثون عن جمال جزيرة(توتي) بالخرطوم,فأستمتع بهذا السرد الذي يحكونه وبنيت عليه صورة جميلة رائعة لتلك الجزيرة في مخيلتي حتي أنني إشتقت رؤيتها حقيقة وزيارتها..وبالفعل تحققت أمنيتي! إلا أن المفاجأة انني صدمت بصورة توتي(الحقيقية) غير المطابقة (للذهنية) فقلت في نفسي :ليتني لم أرها واكتفيت بما كان في رأسي
ووجداني!؟
(2)
فالخيال والوجدان أقدر علي تصوير الأشياء والأحداث من العين (ومن الكاميرا)..وعندها فقط فهمت سبب تعنت ذلك الشاعر الذي رفض أن تصور قصيدته(فديو كليب) قائلاً:(لقصيدتي آلاف الصور الجميلة في مخيلتي ووجداني , بينما ستحجم الكاميرا تلك المعاني إلي بضع مشاهد لا غير!!!).
(3)
إذا فكاميرا الخيال والوجدان أجدي في التصوير من عدسات الكاميرا ومن العين المجردة الذين لن تتعدي رؤيتهما الشيئ الواقف أماميهما..فالذين ستمتعون بقدر عال من الخيال والوجدان هم اكثر الناس إبداعاً , وأكثرهم تأثيراً علي الناس..ولعل  من الالسلبيات - في هذا القرن - إنتشار الصورة المجسمة (متمثلة في التلفزيون) علي حساب مساحة السمع(متمثلة في الراديو).
(5)
وهنا حقيقة عجيبة: فالقرآن- كما يقول سيد قطب -  إعتمد إسلوب (التصوير الفني) الذي يدور في الخيال والوجدان والحس أسلوباً أساسياً في التعبير والتأثير علي الناس , فيخيل إليك عندما تقرأ القرآن وكأنك تري أحداثه وأمثاله تحدث امام عينك..ولنأخذ مثالاً أورده سيد قطب رحمه الله في كتابه(التصوير الفني في القرآن) تعليقاً علي قول الله تعالي:"ومن الناس من يعبد الله على حرف فان أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة..) فقال:(إن الخيال يكاد يجسم هذا (الحرف) الذي يعبد الله عليه هذا البعض من الناس , وإنه ليكاد يتخيل الإضطراب الحسي في وقفتهم, وهم يتارجحون بين الثبات والإنقلاب , وإن هذه الصورة لترسم حالة التزعزع باوضح مما يؤديه(وصف التزعزع) لأنها تنطبع في الحس , وتتصل منه بالنفس!!.
خلاصة القول: غنه يتوجب علينا تحجيم دور الصورة المادية في حياتنا , وإفراد مساحة (لا باس بها) للسمع ولخيالنا وحسنا الوجداني ,ونشاهد (صور) القرآن ونستشعرها بدلاً من الإكتفاء بتلاوة  آياته فقط والضياع بين جمود التفاسير..من غير أن من غير أن نستشعره .. فالأعجمي مثلاً يتذوق حلاوة القرآن من غير أن يعرف معني كلمة واحدة.

زرياب العقلي
14 يوليو 2010

 

كيف تحصل علي (أعلي تعليقات) في فيسبوك؟

هل تعاني من قلة التعليقات علي مواضيعك(في فيسبوك) ؟ أو تعاني من كثرتها أحياناً وقلتها في أحايين أخري؟ إليك هذه الإرشادات التي ستساعدك في الحصول علي (أعلي تعليقات) ممكنه لموضوعك.

ملاحظة: إذا لم يحصل هذا المقال علي تعليقات كثيرة فلا تعمل بالتوصيات المذكوره أدناه , لأنني قمت بتطبيقها عليه!؟

 أولاً: إختيار الأصدقاء:
لا تجعل قائمة أصدقائك من ذوي  إهتمام  ومجال واحد فقط (شعراء فقط,أكاديميين فقط,رياضيين فقط...إلخ) بل إجعل قائمة أصدقائك مليئة بذوي الإهتمامات المختلفة , لأنك ستناقش قضايا مختلفة وليست ذات إتجاه واحد.

ثانياً: إختيار الموضوع:
- لا تختر موضوع يهمك شخصياً فقط , ولا يشغل مجموعة أخري من الناس.
- كن مواكباً للأحداث(الكبيرة) في طرح مواضيعك وأكتب عنها.
- لاتجعل مواضيعك تأخذ طابعاً واحداً مكرراً(عاطفية بحتة , علمية بحتة,...إلخ).
- ناقش القضايا المثيرة والمختلف عليها لكن بموضوعية.
- إذا كنت رجلاً فناقش قضايا المراة , والعكس.

ثالثاً: إختيار شكل طرح الموضوع:
تنوع في أشكال وطرق شكل موضوعك.
- إستخدم صيغة التساؤل , وأورد موضوعك في شكل سؤال.
- إستخدم القالب القصصي الحواري.
- أورده في صيغة تعجب ودهشه.
- أورده في صيغة مقارنة ومفارقة.
- ...إلخ.

رابعاً: كيف تنشر:
- إبدأ موضوعك بعبارة مثيرة وملفتة للنظر(عجيب,أدهشني,ممتع...إلأخ).
- إجعل عنوانك مشوقاً(لا يزيد عن كلمتين) في حال كتبت ملاحظة(مقالة).
- لا تكتب اكثر من (3) أسطر في حال كتبت(خاطرة).
 - أرفق صورة(او صوراً) متلائمة مع الموضوع وغير مكررة.
- أرسل موضوعك لبعض المتواجدين(أونلاين) لتحصل علي تعليقات سريعة.
- أرسل موضوعك لبعض الذين لهم علاقة بما أثرته.
لا تنشر أكثر من(موضوعين) في اليوم والليلة(واحد في الصباح , وآخر بالمساء).

والسلام ختام
زرياب العقلي
15 يوليو 2010

الخميس، 14 يناير 2010

تأمين شامل

عمك (...) عمل عمليه جراحيه..هذا أول خبر تلقيته تلك الليلة بعد أن خلدت للنوم..وقبل أن اهم بزيارته (فهو جاري في الحي) جاءني خبر آخر - سيزيد عدد زياراتي وبالتالي زيادة الوقت المنفق عليها – فجارنا الآخر البعيد من منزلنا أيضا قد أصيب في حادث حركه..آآآخ ماهذه المصائب في ليلة واحده وكيف سأزورهم ومتي؟ أسئلة بدأت اطرحها علي نفسي , لكن صوتا من الخلف  قطع علي تفكيري ..: ياولد روح أمشي جيب عشاء لإخوانك..لكني اعتذرت , فأنا جالس أفكر ولدي الكثير لأفعله الآن .. رن جرس الهاتف: ألو؟ أيوه أنا محمد صاحبك إنت ماجيت العرس ليه..عرس منو؟ محمود صاحبنا.... الله نسيت والله يا محمود , خلاص شويه كده وحأجي عليكم. إنتهت المكالمه.إزددت إعتدالا في جلستي من الهم.وعندها أيقنت أن هذه الأخبار لن تنتهي , بل هناك المزيد, ولكن .. من وراء كل هذه الأخبار والأحداث ؟؟.. ولماذا تحدث الآن وفي هذه الليلة بالتحديد؟!

اللهم اجعله خير