تخيل أن دولة تقع تحت حكمك , وأنك تريد إحكام السيطرة عليها , لتقودها إلي بر الأمان , ويستقر بك الحال , وتنعم بخاتمة
حسنةلفترة حكمك..لكن عدوين لدودين يهددان هذا الحلم , فهما دائما الهجوم عليك , يشتتانتركيزك , تنشغل بمقاومتهما مرة , واخري ينجحان في خداعك فيهزمانك .. لكن ثمة حل جذري لهذه المشكلة يكمن في أن أحد هذين العدوين يكمن داخل دولتك, وآخر خارجها ,فإن إستطعت هزيمة و ترويض من في الداخل ونجحت في ضم جيشه إلي قواتك المقاتلة..حينها ستصبح دولتك آمنة وقوية من الداخل , وسيكون ثمة عدوٌ واحد منفردٌ في الخارج دونما دعم من الداخل..فيضعف أمام قوتك وتحسم المعركة لصالحك فتنعم بالسلام وحسن الختام.
(2)
هذا بالضبط ما يحدث معك في رمضان , فأنت دوماًتحاول قيادة حياتك إلي (سيرة وخاتمة حسنة) لكن عدواك اللدودين(الشيطان والنفس التي بين جنبيك) طالما أفسدا عليك مشروعك وغيرا مسارك , وأشغلاك بقضايا لاتهمك..لكنك تعلم بخبرتك أن أحد هذين العدوين(نفسك)هي أخطر مهدد لك ,وأولي بالمقاومة , فإن استطعت كبح جماحها وترويضها وسيطرت عليها فلن يضرك شيئٌ بعدها..
إذاً أنت محتاج لهدنة مع (الشيطان) تتفرغ فيها إلي نفسك فتواجهها , وتعاركها , وتصلح ما فسد منها حتي تملك زمام أمرها..حسناً فطلبك مستجاب وحالاً (ستصفد الشياطين) عنك(أو كبارها) لمدة شهر كامل في رمضان.
(3)
ستبدأ بإزالة عقائدها الفاسدة فتجعل عقيدتها التوحيد , وستعيد توازن دورانها فتدخل الآخرة في المعادلة قبل الدنيا , وستراجع موقفها الصحي فتنظم طعامها وشرابها ونومها وحركتها , وستغير مصدر قراراتها فيكون الله ورسوله و (مايوافقهما) , وستنعش حواسها بلذة العبادة , وستحرر بتدبر القرآن روحها وعقلها الذين سيطرت عليهما رغبات الجسد طوال(أحد عشر شهراً) وستعودها صفات الفرسان الصابرين فتجوع وتعطش , وتتعب وتسهر..فإن فعلت فعلت ذلك كنت أنت المنتصر , وأصبحت نفسك ملكاً لك تسيرها بأمرك الراشد ولا تسيرك بشهواتها ورغباتها..لكنني أحذرك ! فستجد مقاومة شديدة شرسة , ومراوغة وعناد.
(4)
لكنني سأفترض أنك نجحت,وتجاوزت الإختبار .. وبما أن الهدنة إنتهت , وقد أنجرت قدراً كبيراً من مهمتك ,فسأدعوك لحفل تكريم الفائزين(ليلةالقدر) , والذي يقام سنوياً بهذه المناسبة , وتشرف حضوره الملائكة..فانت مرشح لجوائز(عتق من النار , غفران الذنوب , إجابة الدعاء وتلبية الطلبات وجائزة ضبطالنفس) ..لا أعلم بايها ستفوز لكنك بالتأكيد وعلي الأقل ستحوز درع (ضبط النفس) والتي ستنفعنا– والبشرية جمعاء- قبل أن تفيدك..وإذا شئت فاقرأ هذه المقولة لأحد المؤرخين الغربيين:(أعظم إنجازات البشريه , فعلها اناس يتمتعون بقدرٍ عالٍ من ضبط النفس ..ولذلك أعظم إنجازات المسلمين تحدث في رمضان..شهر ضبط النفس!!).
مبارك لك النصر, ومبارك لك الجائزة
زرياب العقلي
10 اغسطس 2010
Alagaly2@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق