الخميس، 28 أكتوبر 2010

العيد..مهرجان الجوائز

كالعادة التي جرت بها سنة الدنيا , كل عمل في نهايته إحتفال وتكريم للفائزين , كما فيه ندم وحسرة من قبل المفرطين والمتفرجين والشامتين , وهذا ما سنورده هنا ونثبت إنطباقه علي شهر رمضان الفضيل....فلنبدا التعرف علي برنامج  الإحتفال.
(1)
الجزء الأول: ليلة القدر
بعد مضي أكثر من عشرين يوماُ علي بداية السباق الرمضاني , وبعد أن نال منهم التعب ,وجف منهم العظم ,وهمت أنفسهم - ولم تصرح - بالشكوي من وعورة الطريق ,وطول النهار ,وقصر الليل...عندها يبدأ مشهد التطمين والتلطيف والتهوين ويبدأ  الجزء الاول من الإحتفال وتكريم الصابرين(ليلة القدر). إحتفال ستوزع فيه الجوائز , وتطمئن فيه الأرواح , وتتلقس النفوس فيه المزيد من الوقود ,وتكتسي الأبدان فيه بالعافية في الدنيا والآخرة.
المحتفي بهم:
الوقت مساءً الآن ,والأنوار تعلو مكان الإحتفال حتي السماء ,المكان نظيف ومهيأ,والمحتفي بهم بدأو بالتوافد الآن..بل إكتملوا ووقفوا صفوفاً معلنين بدا الإحتفالية - نعم إحتفالية يملأها الوقوف والإحترام, يملاهم الشوق والخوف والرجاء..شوق لهذا المقام الذي  سيفارقونه بعد أيام , وخوف من الخروج بلا شيئ من هذا السباق , ورجاءً أن يتم التجاوز عن أخطاءهم التي إرتكبوها أثناء الطريق.
الضيوف:
هاهم ضيوف شرف الحفل - الملائكة- يتنزلون بالجوائز ومعهم روحهم الكبير وسيدهم جبريل , يضيفون هيبة للحفل , ويجعلون سكينة للمكان ,يحملون معهم - من عند الله-  مالاً لهذا , وعلماً لذاك, وصحة لهؤلاء , وأزواجاً صالحين لهؤلاء الفتيات , ومولوداً لهذه المراة التي لم تلد منذ سنين ,وحجة لهذا الشاب المشتاق ,وكثير وكثير وكثير مما لايعد ولايحصي فقد اتو ومعهم من كل أمر ومن كل صنف لكل من طلب شيئاً.
فقرة توزيع الجوائز والختام :
وبينما الجميع مصطفون يتم تسليم الجوائز , تسليم تحس به القلوب وهي واقفة وجلة مترجية , قد يأخذ بعضهم جائزته معه الآن ,  وقد يأخذ آخرين ورقة دفع آجل من الذي لايخلف وعداً ولا يظلم أحداً. لكن هدايا إضافية وصلت للجميع حاضرة ملموسة  دون تفريق أو تمييز أوتأجيل , فالجميع رجع بوسام التقوي , وقلادة الصبر , ونوط الطاعة...وهكذا ختم الإحتفال بفرح عاجل , وآخر آجل غير مكذوب..ورفع الجميع صوتهم بالشكر للذي له الحمد في الدنيا والآخره..وانصرفوا علي أن يعودوا بعد ايام للإحتفال الأخير. والمفرطون يعضون أنامل الندم من مكان بعيد.
(2)
الجزء الأخير: يوم العيد
لأن الجزء الاول من الإحتفال كان ليلاً , فالآخر سيكون صباحاُ. ولأن آخرين لم يحضروا الأول , ستسنح لهم الفرصة لحضور الآخير , ولأن أناس أخطأوا , فسيدفعون أموالاً لقاء التجاوز عن أخطائهم وتسليمهم جوائزهم اليوم...فإلي أحداث الإحتفال.
الوقت: صبيحة  يوم الجائزة , المكان مهيأ ومعد احسن إعداد , الجميع في توافد وهم في أحسن ثيابهم وأخلاقهم ,بل وحتي الاطفال , والنساء لهم حضور كثيف هذه المرة...الكل ينتظر جائزته وينتظر ساعة الإزن للفرح..وكالعادة الملائكة تشرف الحفل البهي وتصبغ عليه سكينة ووقاراُ...يااااااا الله ! ولكن هناك فقراء منعتهم ملابسهم البالية من الحضور , وحبسهم الجوع , او حضروا ورؤوسهم منكسة وقلوبهم مجروحة مماتري ولاتطال ! فما العمل ؟
سبحان الله ! فهاهي عظمة التشريع الإسلامي تتجلي , عظمة تجعل من أخطائنا منفعة للآخرين ! فمقابل التجاوز عن أخطائنا أثناء السباق الرمضاني سنخرج أموالاً(زكاة الفكر) ونؤديها للفقراء , فيكتسون وياكلون ويشربون بها فيفرحون بيوم الجائزة , وتبيض صحائفنا نحن !
ويختتم الإحتفال بعناق وقبلات تهنئة لبعضنا البعض , تهنئة بنوط الطاعة ,وقلادة الصبر , ووسام التقوي , وفرحاُ بيوم الجائزة...وتعلوا أصوات القلوب بالشكر للذي له الحمد في الدنيا والآخره.والمفرطون يعضون أنامل الندم من مكان بعيد
عيد مبارك
 زرياب العقلي
9 سبتمبر2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق