الخميس، 28 أكتوبر 2010

رونالدو وشاكيرا في التراويح

قبل أن تكبر للدخول في الصلاة للتراويح,أنظر في ظهور من أمامك..فستجد  نجوم العالم مكتوبة أسماءها ومرسومة صورها(ميسي , رونالدو,شافي..وغيرهم) , وقبل أن تكبري للدخول في التراويح أيضاً,تاملي وجوه وأكف وأجساد بنات جنسك..فستجدين آثاراً لشاكيرا وأنجلينا ومثيلاتهن..لكن بالتأكيد الذي يصلي ليسوا هم أولئك النجوم , ولسن هن , بل نجوم آخرون..نجوم وهم لايعلمون.

إنهم نجوم أعادوا معادلة (الإقتداء) إلي وضعها الطبيعي , فهم يتأثرون ولكن بحدود , وهم يقلدون ولكن بطريقتهم , ويهم يعجبون ولكن يحتفظون بهويتهم. ففي السابق (قبل عشرون عاماً فمافوق) كان الإقتداء والتقليد يعني شيئاً آخر , كان يعني أن تصبح نسخة ممن تقلد , فتلبس أفكاره , وتتزين بسلوكه , وتتلون بالوانه حتي إن كان ذلك يخالف هويتك ويغير علي واجباتك الدينية..وأني لا زلت اذكر أحاديث من هم في مقام أعمامي عمراً ومن هم أكبر منهم :(والله ياولدي نحنا في عمركم ده زمان ماكنا مفتكرين انو علينا صيام زاتو , ولا صلاة كان ماعندنا هم غير متابعة وتقليد نجوم السينما) ولا زلت اذكر ذلك التقليد الاعمي للماركسية عند بدايتها والذي قرات وسمعت عجائباً عنه, ولا زلت أذكر وأنا طفل صغير تلك النسخة المكررة من (مايكل جاكسون) والتي كانت تملأ الشوارع.
 وبرغم ان النجوم موجودون اليوم بيننا وبكثرة , لكنهم موجودون بحدود وليس كما في السابق , حدود وضعها المتأثرون وكأنهم يقولون لهم(نحن معجبون بكم ولكن ليس لهذا الحد..فذواتنا أهم منكم)..إنها قضية التأثر والتأثير بدات تعود لمعادلتها الطبيعية بحيث لا ذوبان ولا إندماج مع الآخر , بل إن الشباب بدأ  يتحول إلي مؤثر علي من يهوي ويقلد من نجوم , فلبسوا (ميسي) وأدخلوه المسجد , ولبسن موضات شاكيرا وأضفن إليها شيئاً من الستر.

فقضية التأثر بالنجوم اليوم برغم وصولها إلي ذروتها..إلا أن جيلاً يتنامي عدده جعل لها حدوداً ووضعها في مساحتها المناسبة , فلا أطاعهم بكل ذاته , ولا أحبهم من كل قلبه..واحتفظ بالقدر الكبير المتبقي منهما لذاته ولهويته..فأصبح هو النجم الحقيقي..وليسوا هم النجوم.
وإذا نظرت أمامك , ووجدت احدهم يرتدي فانلة مكتوب عليها(روبينهو) ويكتب عن الهوية والثقافة..فأعلم أنه هو هذا الذي يكتب إليك ..إنه أنا !!؟
زرياب العقلي
12 رمضان 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق