الأحد، 12 فبراير 2012

الجهاد الإلكتروني..هَكَر في الله

إذا كانت حرب الأمم في الغد.حسب تقارير وتنبؤات.ستكون علي المياه والطاقة والمعادن،فمن المؤكد أنها ستكون حرب إلكترونية بذات الدرجة.وربما أكبر.وهذا ما نشهد بوادره اليوم.

فمستودع أسرار كل دولة وجماعة يكمن الآن في جهاز حاسوبي أو أكثر،وإنتاجها الدفاعي والتسلُّحلي(بما فيه النووي وتخصيب اليورانيوم) يدار ببرامج حاسوبية إلي جانب أيدي البشر،وكذلك بقية الصناعات.وكل الدول تتسابق لجعل محتواها الثقافي الأكثر علي شبكات الإنترنت،لتدمغ الآخرين به.ومن هنا يمكن فهم الإهتمام الإهتمام الذي توليه الدول للحرب الإلكترونية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين من جانب،وبينها وإيران من الجانب الآخر.هذا علي سبيل المثال. وأخيراً الهجمات بين هكر يدعي أنهم سعوديين-أو عرب- وبين إسرائل.

التعريف والنشأة:
والجهاد الإلكتروني-حسب ويكيبيديا-هو عبارة عن قيام بعض محترفي الكمبيوتر ومن لديهم إلمام بطرق القرصنة الحاسوبية، بتدمير وسرقة المواقع والبرامج والبريد الإلكتروني الخاص بالمواقع الإسرائيلية، أو من هي ضد الإسلام}والعروبة{ونشر الفكر المضاد لها مع نشرات توعية وإظهار جرائم الصهيونية للعالم الغربي.وتحتل المغرب المرتبة الثانية عالمياً بعد البرازيل، متفوقة علي الولايات المتحدة الأمريكية، والأولي عربياً وإفريقياً.والبداية حسب ذات المصدر كانت من الكويت حيث قام عدد من الطلبة المحترفين بالكمبيوتر سنه 2000 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية منهم من متخصص بالشبكات ومنهم بالبرمجه ومنهم بالتصاميم والإنترنت - فقاموا أولاً بنقل صور المجازر الإسرائيلية وتاريخ إسرائيل إلى العالم الغربي من خلال الإنترنت، ومن ثمم بدأو بتدمير المواقع الإسرائيلية.ولم يتلقوا الدعم الكافي من المسؤولين وأيضا تعرضوا للمضايقات.
عوائد عظيمة:
ويمكن التعرف علي حجم النتائج والتنكيل الذين يحققهما الجهاد الإلكتروني بالإطلاع علي ما كشفته الشرطة الإسرائيلية،وأورده موقع الجزيرة نت، من أن "الجهاد الإلكتروني" العربي دمر المئات من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية، الأمر الذي دفع السلطات لتأسيس وحدة خاصة لحماية مواقع المؤسسات الحاكمة والمرافق المختلفة في إسرائيل.وأوضح الناطق باسم الشرطة أن قراصنة مغاربة تمكنوا من إتلاف 750 موقعا إسرائيليا مرة واحدة عام 2006 عقب عملية "أمطار الصيف" العسكرية للجيش الإسرائيلي على غزة أبرزها المواقع الخاصة بـ"بنك إسرائيل" وحزب كاديما ومستشفى رمبام.كما زعم تقرير نشره الملحق الأسبوعي لصحيفة يديعوت أحرونوت أن حجم الخسائر في أميركا وحدها بلغ 4.9 مليارات دولار جراء سرقة 8.4 ملايين صاحب بطاقة اعتماد في العام 2007.وأن قراصنة "الجهاد الإلكتروني" يكرسون هجماتهم غير المتوقفة منذ العام 2004 على مواقع إسرائيلية مركزية تزود الخدمات للشبكة وتشكل هدفا مفضلا للهجمات الإلكترونية، مشيرا إلى المخاوف الإسرائيلية من نجاحها في ضرب عصب الشبكة الإسرائيلية.
ولعل هذه النتائج المحمودة ما جعلت الدكتور طارق السويدان إلي توحيد جهود الهاكر في مشروع الجهاد الإلكتروني،وهي دعوة أسرتنا، ونأمل أن تدعمها بقية الرموز والقيادات في شتي المجالات، وصولاً إلي الحكومات.
مجالات أخري:
وعليه فإن الجهاد الإلكتروني فتح من فتوح المقاومة والمجاهدة الجديدة، وقليل التكلفة، فقوامه خبير حاسوبي وبعض البرامج إضافة لجهاز الحاسوب،وعوائده كبيرة جداً كما عرفنا.ولكن علينا ألا نحصر هذا الجهاد في ذاك المجال فحسب، فثمة الكثير من الثغرات الإلكترونية التي تحتاج جهاد: فالمحتوي الإسلامي والعربي علي شبكات الإنترنت ما زال ضعيفاً وقليلاً مقارنة بالآخرين.ففي دراسة اجراها مركز مركز التراث الحضاري والطبيعي في مصر، فإن نسبة المحتوي العربي والإسلامي المسجل على الشبكة العالمية (تراثي، فني، معرفي، خبري، ومجتمعي) لا تتجاوز نحو 16.5% مما تم تسجيله على قائمة التراث العالمي،ونسبة 5% فقط للمحتوي العربي “وهو ما يتناقض بصورة كبيرة مع حجم الإسهامات التي قدمتها الثقافة والحضارة العربية على امتداد تاريخ الإنسانية”..وذات المحتوي المترجم إلي اللغات الاخري ضعيف جداً أيضاً،وهذا يحتاج من يتصدي له ومن يموله.كما نحتاج لتصنيع الكثير من البرامج الخاصة والتطبيقات الحاسوبية ذات الطابع العربي الإسلامي،لندلو بدلونا في سباق الحضارات،ونحتاج لألعاب وبرامج ترفيه تحمل قيمنا وتوافق ثقافاتنا لتشكل بديل لنا ولأطفالنا،حتي لا نحصر أنفسنا وأطفالنا في منتجات ربما تحمل ثقافات مضادة...والكثير الكثير.
ختاماً:
إذا كنت ممن يتعاملون مع الحاسوب والانترنت، وتجيد ذلك ؛ فاسأل نفسك ، ما هو المجال التي ستساهم فيه من مجالات الجهاد الإلكتروني ؟.
زرياب العقلي-23 يناير 2012م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق