الأحد، 12 فبراير 2012

الصحافة الإسلامية..ملاحظات ومعالجات

(1)
الصحافة الإسلامية بدأت مع ظهور الصحف لأول مرة في العالم العربي والإسلامي، وقامت بدور هام في معالجة قضايا الأمة بدءاً من مواجهة الاستعمار ومروراً بالحفاظ على الخصوصية الحضارية وانتهاء بقضية التنمية، واليوم تشتد الحاجة إلى تطويرها في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية على المستويين الداخلي والخارجي، لتكون النبراس لعرض قيم الإسلام الحضارية التي تدعو إلى البناء والتقدم والحوار ورعاية حقوق الإنسان وكرامته.
والصحافة الإسلامية تقوم الآن بدور مؤثر وتتزايد الحاجة إليها، ولها الفضل الكبير في نمو الوعي الديني وتزايده في العقود الاخيرة،وتشهد تطوراً نلحظه في إنفتاح موضوعاتها ، ونزوعها للبعد عن التقليدية.ولكنها تواجه عدة تحديات ونقاط ضعف داخلية نحاول تلخيصها فيما يلي ، وتلخيص الرؤي التطويرية المطروحة لمواجهتها.

(2)
أولاً: نقاط الضعف:
تتلخص أبرز الإنتقادات الموجهة للصحافة الإسلامية في: وجود عدد من الصحف تصدر عن تيارات معينة، تواجه محاربة من الحكومات بسبب توجهات هذه الصحف البعيدة عن وسطية الإسلام، كما أن بعض المؤسسات الصحفية التي تصدر صحفاً بها صفحات دينية، لا تهتم بتطوير الصفحات سواء من حيث الشكل أو المضمون، حيث تتناول أموراً هامشية وفرعيات وتفتقر إلى العمق والتحليل، كما أنها تعاني سوء الإخراج الصحفي وقلة الحرص على الشكل الجمالي.
إضافة إلي أن بعض الصحف الإسلامية تصدر كبحوث تعالج الماضي ، بينما تغفل الحاضر ولا تعرف شيئا عن المستقبل، وهي تكتب مطولات وبشكل لا يمكن للقارئ العادي أن يفهمه ، كما أن من يفهمون الإسلام ووسطيته لا يعملون جلهم بالصحافة ، ومن يعملون بالصحافة الإسلامية لا يجيدون العمل الصحفي تماماً، ويمكن معالجة الإشارة الأخيرة بإتاحة الفرصة في هذه الصحافة أمام خريجي أقسام الإعلام بالجامعات ذات الطابع الإسلامي.وكذلك قلة الاستفادة التامة من التقنيات الحديثة ، فضلا عن الاستسهال السائد لدى بعض القائمين على العمل الصحفي الديني وتقديم عمل تقليدي يغيب عنه روح الابتكار أو الاجتهاد أو الرغبة في الإبداع، والاستفادة من التطور في النشر لخدمة الصحافة الدينية.
(3)
ثانياً: المعالجات:
وهنا نقدم بعض التصورات والاقتراحات المطروحة لتطوير أداء الصحافة الإسلامية مستقبلا، والتي يمكن أن نجملها في: توخي الدقة في النقل والابتعاد عن صور الخفة والتعجل والتساهل في نقل الأخبار والمعلومات من مصادرها، والتشديد علي الموضوعية في طرح القضايا والموضوعات المختلفة من غير تحيز ولا تشنج ولا إسفاف.ومراعاة عامل التشويق في عرض الأعمال الصحفية، وتجنب الأساليب العقيمة والمعقدة والمنفرة. والتوازن والملائمة بين الشكل والمضمون فلا ينبغي أن يطغى الاهتمام بالمضمون على حساب الشكل أو الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، بل المطلوب أن يكون هناك تناغم وانسجام بين العملية التحريرية والإخراجية الصحفية ، وكذلك ضرورة الاهتمام الكبير بالمعلومات عن طريق عملية الأرشفة الصحفية، فينبغي أن يكون لكل صحيفة أرشيفها الخاص على مستوى الصور والموضوعات والشخصيات حتى يتسنى للمحرر أن يجد ما يحتاجه من معلومات في وقت الضرورة.
(4)
والعمل وفق استراتيجية للعمل داخل الصحيفة، أو خطة عملية مرحلية ترسم المحاور الرئيسية والخطوط العريضة التي تتمشى مع السياسة التحريرية العامة للصحيفة، والتي ينبغي أن تكون محددة سلفا. وأن يكون المحررون في الصحيفة على دراية بها، هذا بجانب الاهتمام الطبيعي بمجريات الأحداث والمستجد من الأخبار والمستحدث من القضايا والموضوعات.وأيضاً الاعتماد الأساسي في تحرير الصحف الإسلامية وإخراجها على الأفراد المؤهلين علميا، وذوي الخبرة الكافية ممن يؤمنون بالفكرة الإسلامية ويعملون على إحيائها. وترك الاهتمام بثقافة "الكم" والعناية بثقافة "الكيف"، والاهتمام بالأخبار والصور والتقارير والتحقيقات الصحفية، مع التقليل ما أمكن من المقالات التقليدية.وإعطاء الجانب الإداري أهمية كبرى، بحيث لا يدير العمل الصحفي إلا أهل الكفاية والأمانة. وأخيراً الامتلاك والإفادة من التقنيات المعاصرة في مجال الإعلام مع إتقان المحررين والمسئولين لإحدى اللغات الأجنبية على الأقل.
تنبيه: المقال من تجمعي وترتيبي،وليس كتابتي. زرياب العقلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق