الثلاثاء، 20 يوليو 2010

زرياب وعمرو موسي .. في دارفور

(1)
حلت طائرتينا في يوم واحد (14/فبراير 2010 ) , وكل له مهمة منفصله  , لكني أعتقد أني استمتعت ونجحت أكثر منه في مهمتي:  فقد كانت زيارتي الأولي , وكنت متشوقاً لتحقيقها , وكانت دماغي محشوة بالأسئلة والتوقعات.
كان أول مارأيت عند نزولي المطار أولئك الجنود ذوي القبعات الزرقاء (القوات الهجين) لامعي الأجسام وممتلئيها وكأنهم في رحلة استجمام ونقاهه (فقد سمعت أنهم معجبون بدارفور وطعامها وغذاءها الوافر) , ورأيت استعدادً أمنياً وديبلوماسياً لم أدري أهو لموسي أم هو وضع قائم ؟ .. فتركت السؤال عالقاً واستعجلت دخولي إلي المدينه لأستكشف ذاك العالم الدارفوري.
(2)
العالم هناك مسالم ومضياف إلي درجة تحس فيها الحياء , والحياة صاخبة وأسواقها رائجة شأنها شأن كبار المدن , كنت ضيفاً خفيفاً حتي دخلت الأسواق , وصادقت الناس , وشربت شاي الرزيقات , بل واشتريت مركوباً (حذاءً) من تاجرٍ أظنه سمحاً إذا باع وإذا اشتري مما ينبئ بتجذر الأخلاق والدين.
(3)
وفي هذا التجوال صحبني إخوة كرام لم أتردد في أن أضعهم في قائنة الأصدقاء رغم انه أول لقاءٍ بهم.
ولما أسدل الليل ستره نمت  نومة هنيةً – في مكان رفيع – ولم يحضرني فيها ذرة كابوسٌ بأن بعوضة تزن علي أزني , ناهيك عن صوت طلق رصاص أو صيحة مستنجدٍ.
ولما انقضت مهمتي وارتحلت راجعاً ودعتها من فوق (وأنا في الطائره) وكان منظر الأشجار والجبال المنتشرة في كل مكان آخر مشهد رأيته , وكان خير ختام.
(4)
أم صاحبي : فلا أظن أنه بات هناك , أو دخل الأسواق , أو لقي جمهور الناس .. فقد كان ضيفاً مكلفاً عجلاً ومعه ستون ديبلوماسياً عربي استنفر لهم العسكر لتأمينهم والخدمات لضيافتهم , والرموز للقائهم .. يعني بإختصار جلب لهم نموزج مصغر من المدينه  .. بينما استمتعت أنا بكامل المدينة  فأجبت عن بعض تلك الأسئلة في رأسي , واستيقنت من حقيقة ما يجري من غير تهويل أو إيجاز مخل.

زرياب العقلي
الخرطوم -  22 فبراير 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق