الثلاثاء، 20 يوليو 2010

ولد الهدي .. فالحياة فالحياة ضياء

 كعادتي عند حلول مولده (صلي الله عليه وسلم) في كل عام – وعلي غير مايفعل الناس – أحتفل بطريقتي الخاصه بأن أفتح كتب سيرته (ص) المتوفرة عندي فأراجعها وأتأمل مواقف صاحبها , فصفحة تبكيني , وصفحة تضحكني , وصفحة أستشعر فيها عظمته وصفحة تأجج شوقي – والأخيرة أشد ما ألاقي – لكن مولد هذه السنة صادفني علي سفرِ لا أحمل إلا ما أحفظ من سيرته في عقليتي , فقررت أن أحتفل بطريقة أخري بأن أقرأ سيرته في كتاب الواقع والتطبيق فأري مدي إتباع الناس لهديه (ص) .. وسأبدأ من حيث كنت هناك في دارفور.  وجدته هناك (ص) ولا يخلو ييت من إسم له , ورأيته يحتفل بمولده الصغير والكبير مجتمعين جميعاً في ساحات مختلفةِ يسترجعون ذكراه , ورأينه يتسيد خطب جميع المساجد والساحات والمجالس –  فقد كان اليوم جمعه – ورأيته يملأ مدحه أجهزة الموبايل , ورأيته بلسماً إذا اختلف اثنان كان ذكره حلاً سريعاً ناجعاً (صلي علي النبي يا أخونا .... ) ورأيته هناك في متحف علي دينار وقد احتوت كل الآثار – تقريباً –  نقوشاً و كتابات  وعلامات و ما يدل علي أن سلطنة دارفور – آنذاك – اختارت منهجه عن محبة وطبعت به جل آثارها وقلوبها .. واليوم  لا تخلو تفاصيل حياة الناس هناك من هديه و تفاصيل حياته وسلوكياته .. فهو محبوبهم الأول والجامع لهوياتهم المتنوعه, فيا من تريد الإصلاح ادخل من ها الباب رجاءً.  كان معي هناك في الطائره عندما أسمعونا وذكرونا بقراءة دعاء السفر , فقلت ياسبحان الله ! في حياتك القصيره ملكت البشرية منهجاً مفصلاً لكل تفاصيل الحياة ..!! وكان معي هناك عندما داهمتني وعكة صحيه فوجدتني أتلو كثيراً من الأدعية مما كنت تقول عند المرض (اللهم رب الناس , أهب البأس...).  وااااااااااا شوقاه  ولما انتهيت من تلك المراجعه السريعه (مراقبة سيرته التطبيقيه في حياتي وحياة الناس)  وجدته قد ملأ حياتي  جلها , بل لايستقيم عمودها إلا به .. وعندها  ألم بي الشوق بلغ بي زروته – ولعلك تحس دمعاتي تنزل الآن أيها القارئ – فنزل الدمع .. وهاجت النفس .. وثارت وتنهدت واشتاقت للقياه , بل مرافقته  وإن كان لك طمعاً لاتبلغها نفسي إلا - برحمة من الله ؛ مسحت وجهي بدمعاتي تلك علها تكون شاهداً لهذا الوجه أنه يحبه , ويشتاق رؤياه  .. فيمن الله علينا بملازمة منهجه في الدنيا , وملازمة مجلسه في الآخره...آآآآمين
  زرياب العقلي 
أمدرمان – 28/فبراير 2010  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق