الثلاثاء، 20 يوليو 2010

أخيراً .. وقعت في فخ الجدال !؟

منذ زمان وأنا أتحاشي تلك الجدالات – محسومة النتائج - التي ترهق لساني كثيرأً , وتستنفذ ذخيرة عقلي وذكائي وما أحفظ لأبرر فكرتي , لكني هذه المرة وقعت في الفخ , ولمدة ساعتين – أو تزيد – ونحن (المتجادلون) واقفون علي أرجلنا ,فالموضوع مغري .. فانفض النقاش عن تعبٍ في الألسنه بدلاً عن الأرجل , وعاد كل بما كان يعتقد كاملاً غير منقوص.

كنت أري أن أولويات الدعوة الآن , ليست كتلك التي كانت في عهد النبي (صلي الله عليه وسلم) , بل ليست كأولويات أوآخر القرن الماضي حتي .. وأن التركيز علي قضايا كثيرة اليوم (كالتوحيد) مثلاً لا يحتاج أن توجه له كل تلك الطاقات والمجهودات الدعويه , وذلك لوجود الحد الأدني منه (ما يوجب الإسلام) عند المسلمين , فبالتالي علينا أن نصرف تلك الجهود الدعويه إلي حيث مشاكل الناس , ومعاناتهم , وحاجاتهم , فنقدم لهم بديلاً ناجحاً آمناً , ( فنرفع قدرات الشباب ونوجه طاقاتهم , ونصبر الفقراء ونعينهم , ...) فيرتد الناس إلي ديينهم مرداً جميلاً , فالدين للحياة .. وكان صاحبي يريان عكس ذلك , وأن التوحيد هو الأول والأخر , وأن الغالبيه – في بلدي - لديها خلل (أو إشراك في توحيدها) ينبغي إصلاحه (مع أنهم يشهدون أن الله واحد وأن محمداً عبده ورسوله ويصومون ويصلون ويزكون).

وكنت أري إبقاء الحريات – المتاحة – للشباب اليوم كما هي , وزيادتها , بالإضافة إلي تطوير الإعلام والخطاب – أو الخطيب – الإسلامي ليصبح منافساً مؤهلاً يفهم متطلبات عصره ومواضيعه , مع عدم إستعجال الثمر كفيل بترجيح كفة الثقافة والمبادئ الإسلاميه في الأجيال الحديثه المنفتحه علي عالم من الخيارات , فالخلل فيمن يعرض وكيف يعرض , وليس في المعروض أو كثرة تجار السلعة المنافسه ..  وكانا يريان أن تضييق خيارات الإعلام – التي تحت السيطره - وضبطها بالإضافة إلي إلزام الشارع بالإحتشام .. كفيل بذلك , وكأن المنهج الإسلامي غير قادرً علي المنافسه , أو يضعف في وجود مناهج أخري مناهضه؟ حاشا وكلا !

وكنت أري أن صاحبي لديهما نقص – أو إستبعاد – لتعدد المصادر المعرفية فهما منشغلان ببضع علماء (...) وبضع عناوين للكتب تدور في فلك واحد ولا يستسيغان قولاً مخالفاً لآخر حتي في ذات تلك العناوين التي يفضلانها .. وفي رأيي أنني هنا أستطيع تعميم هذا الرأي علي كثير من أتباع الجماعات والفرق الإسلاميه (والفكرية) عموماً في شرقنا الأوسط .. فما حوجتنا لبقية العلماء والمعارف إذاً , ولماذا يتعب العلماء والمفكرون أنفسهم ؟

إنتهت تلك المجادلة الطويله  بلا مهزوم (درون) بحيث يفترض ان تبدأ به , بسؤال عن الأحوال والأشغال والعلوم والأموال , فصاحبي صديقان عزيزان .. لكنني بدأت مجادلة أخري طويلة مع نفسيي في ذات المواضيع .. وخلاصة قولي – ولست معصوماً - أننا بحاجة لتحديد أولويات خطابنا الديني اليوم , وزيادة وتسريع قطرات التجديد , وتكسير أطواق الجمود في خطابنا الإسلامي ليخوض غمار الحياة كمنافس لا يمكن هزيمته كما عرفناه.
   زرياب العقلي
30/ مارس / 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق