الثلاثاء، 20 يوليو 2010

الشهيد (إيداهو) .. والمجرم (طنطاوي)

(1)
وفاة اللاعب إيداهو أثناء مباراة فريقه المريخ في الدوري السوداني.هذا الخبر كان كلمة السر التي حركت سجايا الوفاء والكرم , والمشاعر, والتضحيه في كثير منا وكأنها خرجت  - تلك الصفات - مجتمعة  في لحظة واحده من غير أن نترك منها مخذونا لقادم مصائب الدنيا, ففاضت المشاعر والشكوك وسجايا الكرم .. فسمعنا وقرأنا ورأينا كثيرا أنقل لكم بعضه:
(2)
أحد لاعبي الفريق المنافس هو سبب الوفاة: هكذا عبر الكثيرون دفاعا عن محبوبهم , فلابد من مؤامرة وراء فقدانه.

طفل ينتحر حزنا علي اللاعب: فلا حياة بعد ممات (الحبيب الغالي) , وأسرة الطفل – بعد أن حزنت – تبارك العملية (الوفائيه) وتعلن إبنها بطلا بمعاونة كريمة من الإعلام ! ؟


طائرة خاصة تنقل جثمان اللاعب إلي مثواه الأخير في مقاطعة بنين النيجيريه , وتشيعه بعلم النادي , والنادي يتكفل برعاية أسرة اللاعب وأطفاله.

ولم تنسي وسائط الإعلام أن تخبرنا بتلك الحادثة المماثله لوفاة لاعب أخر, والتي حدثت في بلد إفريقي في ذات الأيام , فكل شيئ يذكرنا (بالفقيد) مطلوب؟!
ولو أدرت محرك البحث في الشبكة العنكبوتيه , لرأيت وسمعت أكثر وأعجب مما أخبرتك.
فيا لله ! ياله من وفاء  , وكرم , ورقة مشاعر!!!
(3)
وبعد أيام وردنا خبر أفجع من الأول , بل لا مقارنة البته في العظم: وفاة شيخ الأزهر (طنطاوي) .. لكن حفيظة الوفاء والكرم لم تتحرك هذه المرة بذاك الحجم , ولم يفرد للخبر مثل تلك المساحات لا في المجالس ولا حتي الأذهان.. ولم يسأل أولئك عن سبب وفاته , ولم يتحدثوا عن إحتمال مؤامرة وراء الوفاة ؟ بل سمعنا من يذكرنا بأخطاءه , ويعد له ذلاته , ومن  يقول : (الله يعينو علي مساءلة القبر) , ومن يقول : (برغم مؤاخذاتي عليه ؟ لكن الله يرحمو) هكذا في تكبر وإستعلاء ! في إشارة صريحة لمساءلته وتجريمه , وكأن شيخنا – رحمه الله – كان زعيما ضد مصالح الناس.
فيا لله ! يالها من فظاظة , وغلظة , ولؤم!!!
وهكذا فشل أؤلئك في إمتحان الصدق والوفاء والكرم , وجعلوا من يساهم في رفعة ديننا ومن فاقنا علماً – وإن إختلفنا في أشياء معه – وكأنه مجرم , ووهبوا صفة الشهادة والإخلاص .. وضحوا بأبناءهم لمن لم يقدم – ولن يقدم - لنا ذرات مما قدم طنطاوي , وكأنهم يقولون : الشهيد إيداهو .. والمجرم طنطاوي , ويكأنهم لم سمعوا بفضل العالم علي العابد – إن كان صاحبنا عابداً , وشتان بين هذا وذاك - , أو لم يسمعوا بأن العلماء ورثة الأنبياء , أو ربما يعلمون ويتجاهلون ؟!

ألا رحم الله الشيخ طنطاوي أضعاف ماقدم , وغفر له أضعاف ماعجزنا عن شكره, وجزاه عنا خيراً إنه وفيٌ لعباده , غير كافر لصنيعهم.
  زرياب العقلي
   18 / مارس / 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق